تحقيقات وتقارير

الحرائق ..وجع آخر يضاف إلى أوجاع السوريين 


الإعلام تايم | كنان اليوسف 

 


تأتي الحرائق التي تضرب ريف مدينة اللاذقية لتزيد من أوجاع السوريين ولتنكأها من جديد، فهذه المحافظة المنكوبة أصلاً بفعل كارثة الزلزال ما لبثت أن تلمم جراحها حتى  يُفتح الجرح مرة أخرى بفعل الحرائق .

وتشير آخر المعلومات إلى السيطرة على جميع الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الغابات والأحراج في ريف اللاذقية الشمالي، ودخولها في مرحلة التبريد وفق ما أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا.

يأتي ذلك بعد قرابة الأسبوع من الاشتعال الدائم وعلى مدار أربع وعشرين ساعة، ما يعني أن حجم الخسائر التي تكبدها الفلاحون هناك ستكون كبيرة للغاية عدا عن أضرار أخرى لحقت بالثروة الحراجية التي تشتهر بها المنطقة .

الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من الأحراج والغابات والمزروعات وبمساحات واسعة لم تقدر بالأرقام حتى الآن، لكن الأكيد هو أن النيران أتت عليها  وحالتها رماداً، فموسم الزيتون الذي ينتظره المزارعون بفارغ الصبر بات على الأبواب، فيما  يبدو أن كثيراً منهم سيفتقده هذا العام في ريف اللاذقية، نتيجة الكارثة.

وفي تصريح للإعلام تايم عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفلاحين أحمد هلال الخلف أكد " تضرر عدد من الأشجار نتيجة الحرائق، منها الأشجار المعمرة والمثمرة  من أشجار الزيتون والتفاح والحمضيات وكذلك الزراعات الأرضية الصيفية، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بمستلزمات العملية الزراعية  من خراطيم مياه أرضية ومحركات وتجهيزات أخرى متواجدة ضمن الأراضي الزراعية".

من ناحية أخرى ورغم هول الفاجعة واتساع المساحات المشتعلة في آن معاً وتباعدها جغرافيا في كثير من الأحيان، إلا أن جهوداً كبيرة بُذلت من قبل كوادر الإطفاء على مدار الساعة لإطفاء جميع الحرائق التي اندلعت ، ساندتها المديريات من جميع المحافظات التي هبّت لتقديم الدعم والمساعدة، حتى الطيران المروحي  وعناصر الجيش كانوا حاضراين في مساهمتهم في عمليات الإخماد.
 
وفي هذا السياق أشار الخلف إلى مساهمة الجمعيات الفلاحية وما تمتلكه من معدات في عمليات الإخماد إلى جانب الفرق من مختلف القطاعات ومن المجتمع الأهلي  حيث استفرت هذه الجمعيات بجراراتها وصهاريج المياه التي لديها لتكون سنداً إلى جانب عناصر الإطفاء.

العقوبات الغربية والحصار الأمريكي لسورية فاقمت دون أدنى شك الموقف على فرق الإطفاء العاملة على امتداد البلاد،  فسورية محرومة بفعل العقوبات من استيراد وصيانة المعدات اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث.. ذات التحدي واجهته خلال كارثة الزلزال الذي ضرب عدة محافظات في شباط الفائت، وعليه علق عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الفلاحين " أن هذه الحرائق أدمت قلوب السوريين لا سيما الأهالي في مدينة اللاذقية وضمن بقعة تعتبر من خيرة مناطق سورية وللأسف استطاعت النيران التهام الأخضر واليابس،  وما يزيد المعاناة هو توقيتها في ظل ظروف قاسية يعاني فيها الفلاحون كثيراً كما باقي السوريين يعانون الحصار الظالم من قبل الدول التي تريد لنيران الحرب في هذا البلد ان تبقى مشتعلة". 

تجدر الإشارة إلى أن الخسائر البشرية بالحرائق هي ثلاثة إصابات اثنان منها في صفوف عناصر الدفاع المدني خلال عمليات الإخماد ، كما أصيب  أحد سائقي البلدوزرات التابعة لمشروع استصلاح الأراضي بحالة اختناق في موقع السكرية بمنطقة الربيعة، في حين لم تسجل أية أضرار بشرية في صفوف المدنيين من سكان المناطق التي طالتها الحرائق ،  بينما عملت الجهات المعنية على  إخلاء عدد من المنازل وبعض المزارع التي حاصرتها النيران، لضمان سلامتهم ، وتم نقلهم إلى مركز إيواء بشكل مؤقت ريثما تم إخماد الحريق .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=94895