تحقيقات وتقارير

باحث سياسي للإعلام تايم.. أستانا /٢٠/ جولة مهمة يبنى عليها في المرحلة القادمة


الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

 

رأى الكاتب والباحث في الشؤون السياسية حسام طالب أن اجتماع أستانا العشرين حول سورية والبيان الختامي للاجتماع كان روتينياً لكنه هذه المرة بالمعنى الإيجابي لجهة  توقيع التركي على هذا البيان متضمناً الإقرار بوحدة وسيادة الأراضي السورية.

وأشار طالب في تصريح خاص للإعلام تايم إلى أن الاجتماع وإن لم يأتي بجديد، إلا أن البيان الذي خرجت به هذه الجولة هو بيان مهم ويبنى عليه في المرحلة القادمة.


وبيٌن طالب أن تغيير مكان الاجتماع وفق هذه الصيغة يعطي انطباعاً ومؤشراً بأن هنالك تغيير في بنية هذا المسار سواء على مستوى المكان أو مستوى الحضور وربما يتوسع ليشمل حضور دول  جديدة وفاعلة بالملف السوري.

الصيغة الرباعية سبقت استنا بأشواط

واعتبر الكاتب والباحث السوري أن ما يعوٌَل عليه أيضاً من خلال هذا المسار هو الاجتماع الرباعي الذي حصل بين نواب وزراء خارجية الدول الأربع وهو الإطار الذي يبنى عليه من خلال لقاء الوفد السوري مع الوفد التركي إلى جانب الروسي والإيراني ففي مثل هكذا اجتماع يمكن أن يتم دفع هذا المسار إلى الأمام أكثر من اجتماع استنا ذاته.

وتابع بالقول "لذلك نحن اليوم ننتظر نتائج هذا الاجتماع الرباعي التي لم تظهر حتى الآن بينما ظهرت فقط نتائج اجتماع أستانا،  وغالباً ما تظهر نتائج هذا اللقاء الرباعي على الأرض، وهو فرصة للتأكيد على الموقف السوري المطالب بالانسحاب الكامل للتركي، في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى تقديم خارطة طريق لنذا الانسحاب التدريجي الذي يعتبر خطوة جيدة كأن يتم عمليات استلام وتسليم للمناطق مع شن عمليات عسكرية ضد بعض الجماعات التي ربما ترفض التسليم .

وأضاف طالب أن مثل هذا الانسحاب التدريجي لو حصل يعد فكرة ناجعة في كثير من المناطق بحيث يصعب دخول الأمريكي أو الإرهابيين إليها في حال انسحب التركي بشكل مباشر،  وبدأ الجيش العربي السوري بالانتشار وعليه فإن خيار الانسحاب التدريجي يعتبر أفضل مقارنة مع فكرة الانسحاب الكامل  مع وجود عشرات آلاف الإرهابيين والوجود الأمريكي الذي يشكل خطر على هذه المناطق.

تركيا اردوغان بعد الانتخابات

في هذا السياق أوضح المحلل السياسي السوري حسام طالب أن التركي استغل ما يحدث في سورية واستغل اللاجئين واستغل الحدود والإرهابيين وكذلك الانفصاليين لصرفها في الداخل وعاود الحديث عن الصفر مشاكل مع دول الجوار ونجح أكثر من المعارضة في استثمار هذه القضايا في الانتخابات كون اردوغان وحزبه يملكون مفاتيح الواقع السوري ومتورطون به لذلك استخدموه اتتخابيا ، لكن أيضًا بالمقابل المصلحة التركية اليوم تفرض على اردوغان التقارب مع دمشق وهذا ما يقوم به من خلال اتباعه سياسة براغماتية تتيح له الاتتقال بين الخيارات المتاحة بناء على مصلحة تركية التي أدرك أنه لا يمكن تجاوزها بعد المحاولات الغربية والأمريكية لتوريط تركيا أكثر في المستنقع السوري، لذلك اليوم يسعى لحل المشاكل كما يريد أن يأخذ ثمن هذا الحل على حساب سورية التي ترفض ذلك بشكل قطعي وتصر على التطبيع  الكامل مع تركيا مقابل الانسحاب الكامل ، حتى لو كان انسحابا تدريجيا فلن تعود العلاقات إلى طبيعتها دون انسحاب آخر جندي تركي من سورية.

مواجهة المشروع الانفصالي مصلحة سورية تركية

وحول خطر المشروع الانفصالي وكيفية ابتعاطي التركي مع هذا الخطر المشترك بيّن طالب أنه في موضوع الانفصاليين تتقاطع مصالح دمشق وأنقرة لأنه يشكل تهديد للأمن القومي التركي بكل تأكيد ، وهو أيضاً تهديد حقيقي وواقعي ومباشر لوحدة وسيادة الأراضي السورية، لذلك هناك تقاطع مصالح في هذا الملف، معتبراً أن التركي إلى الآن يريد الاستثمار به أكثر من سعيه لإيجاد حلول له وهي ذات السياسة يتبعها التركي في تعاطيه مع ملف الإرهابيين المتواجدين في الأراضي السورية ، لذلك تتأخر محاصرة هذا المشروع الانفصالي كما تتأخر عملية مكافحة الإرهاب في سورية، ولكن في النهاية لايمكن أن ينجز ذلك دون التعاون مع الجانب السوري بشكل مشابه لما جاء به اتفاق أضنة وربما اتفاقيات جديدة بين الجانبين السوري والتركي وهي اتفاقيات ستكون مهمة إذا ما حصلت بين الطرفين لأنها كفيلة بتعميق التعاون، لكن ننتظر المصداقية التركية  وأن يغلب اردوغان  مصلحة بلاده العليا على المصالح الشخصية الآنية ومحاولة الاستثمار بالوضع في سورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=94321