تحقيقات وتقارير

عدوان صهيوني على محيط دمشق.. التوقيت والدلالات


الإعلام تايم | كنان اليوسف 

 

عدوان صهيوني جديد طال مواقع سورية في محيط العاصمة دمشق عبر رشقات من الصواريخ انطلقت من اتجاه الجولان السوري المحتل وكانت الدفاعات الجوية السورية لها بالمرصاد فيما تداول ناشطون فيديوهات وثقت لحظة اعتراض عدد من الصواريخ وانفجارها في سماء العاصمة ومحيطها بينما أكد مصدر عسكري سوري إسقاط عدد من صواريخ العدو.

الاعتداءات الصهيونية المتكررة يضعها مراقبون في سياق الإصرار الإسرائيلي على إبقاء حالة التصعيد قائمة في الداخل السوري، وفي هذا السياق قال العميد المتقاعد هيثم حسون في تصريح خاص للإعلام تايم "إن الاستقرار الإقليمي حالة لا يرغب بها الكيان الصهيوني لأنها لا تلبي احتياجاته السياسية والأمنية فهذا الكيان الذي نشأ على أساس وجود عدو خارحي يدفعه دائمًا إلى التحشيد وتنفيذ مثل هذه الاعتداءات المستمرة".

ورأى حسون أن "اعتداء اليوم يراد منه تحقيق أهداف عسكرية تتعلق بمنظومة الدفاع الجوي للجيش العربي السوري وبالتالي التأثير على الحالة المعنوية، إضافة إلى أهداف سياسية ترتبط بمزاعم الوجود الإيراني في الساحة السورية وادعاءات اسرائيل بأنها تواجه هذا الوجود بشكل مستمر"  لافتًا إلى وجود هدف سياسي آخر يتمثل بحالة الانفتاح العربي على سورية التي قد تعطي نوع من الطمأنينة للشعب السوري ومن خلال هذا الاعتداء يحاول الكيان الصهيوني ضرب هذه الحالة المعنوية، بالإضافة لإمكانية أن تكون لهذه الاعتداءات آثار على حالة التطبيع مع هذا الكيان والتي تعرضت لانتكاسة كبيرة.

من جهته قال استاذ الجغرافية السياسية الدكتور ابراهيم سعيد في تصريح مماثل "إنه منذ أن نشأ الكيان الصهيوني في عام 48 وحتى الآن وهو قائم على أساس معادلة الاعتداء على الأطراف العربية أو الجوار العربي بشكل دائم لكن في العقود الأخيرة وجدنا ان تراتبية عملية الاعتداء تزداد وفقا للحالة الداخلية الموجودة في الكيان الصهيوني ذاته وبالتالي فأي أزمة داخل الكيان تصدر  إلى الجوار على اساس اعتداء ولكن في السنين الاخيرة وخصوصا مع بداية الحرب الإرهابية على سورية لاحظنا وجود ارتباط حيوي مابين نشاط العصابات الإرهابية داخل سورية وكذلك بين نشاط الاعتداءات الإسرائيلية على الجغرافية السورية".

وبيّن الدكتور سعيد أن الاعتداءات الصهيونية ترافقت أيضا مع أي خطوة ايجابية لإيجاد حل داخلي للأزمة السورية واعتداء اليوم تزامن مع مصالحات موجودة في جنوب سورية تبشر بشيئ جديد وتحل اشكالية كبيرة بالنسبة لقوة العمل وبالنسبة للاستقرار  وبالتالي هذه الاعتداءات تفهم ضمن هذا الاطار ، الإطار الداخلي الإسرائيلي وأيضا في اطار التنسيق والتعاون بين العصابات الارهابية او الخطوات الايجابية التي تحصل داخل الدولة السورية".

وحول نوايا العدو بالذهاب إلى حرب شاملة استبعد الخبير السياسي ابراهيم سعيد ذلك لأن اسرائيل في اضعف حالاتها وجبهتها الداخلية متصدعة ولا تستطيع أن تقيم حرباً صغيرة كمعركة ثأر الأحرار الأخيرة في غزة وقبلها وحدة الساحات وسيف القدس وهي حروب متتالية كانت وراء بعضها البعض ولم تحقق اسرائيل فيها نجاح على الاطلاق بل أثبتت هذه الحروب أن اسرائيل في اضعف حالاتها". 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=94176