الإعلام تايم || رئيف عباس 

شهدت مباراة فالنسيا وضيفه ريال مدريد على ملعب "ميستايا" ضمن الجولة الخامسة والثلاثين من الدوري الإسباني يوم الأحد 21 أيار الجاري، في الدقائق الأخيرة أجواء مشحونة بين البرازيلي فينيسيوس جونيور وجماهير فالنسيا، حيث هتفوا ضده هتافات عنصرية، مما دفع الحكم لإيقاف المباراة وتفعيل بروتوكول مكافحة العنصرية، لتستأنف بعدها المباراة ويدخل اللاعب البرازيلي عقب نهاية المباراة في سجال مع لاعبي فالنسيا ويحدث اشتباك بين لاعبي الفريقين انتهى بطرد فينيسيوس بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 90+7.

وبعد نهاية المباراة صرح المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، أن ملعب "ميستايا" بأكمله أهان البرازيلي فينيسيوس جونيور، وذلك على خلفية ما تعرض له اللاعب من هتافات عنصرية من الجماهير في المباراة ضد فالنسيا (انتهت المباراة بفوز الخفافيش بهدف نظيف).

وقال أنشيلوتي: "هذا الدوري لديه مشكلة عنصرية، لا يمكن للجماهير في الملعب الهتاف وقول قرد، يجب إيقاف المباراة وقلت هذا للحكم."

وأضاف أنشيلوتي : "لا أريد أن أتحدث عن كرة القدم ولكن عما حدث هنا، أعتقد أنه أكثر أهمية من الهزيمة."

وتابع أنشيلوتي : "سألت فيني إذا كان يريد الاستمرار، لقد كان الضحية وليس الجاني، ثم أعطوه بطاقة حمراء لا معنى لها، ليس لدي مشكلة، الليغا لديها مشكلة مع هذه الحلقات من العنصرية."

وعند سؤاله عن حال فينيسيوس أجاب أنشيلوتي :" إنه حزين للغاية، لا يمكن أن يحدث ذلك."

وبدوره قال الإسباني داني سيبايوس لاعب وسط "الميرينغي" لموفيستار: "هناك عدم احترام لفينيسيوس يظهر بشكل مستمر في كل ملعب تقريباً في إسبانيا".

وأكد سيبايوس: "إنه لأمر مخزﹴ أننا وصلنا إلى هذه النقطة، صحيح أن المدرب سأله عما إذا كان يريد الاستمرار في اللعب."

وفي وقت سابق، أعلنت النيابة العامة في فالنسيا ورابطة الدوري الإسباني فتح تحقيق في أحداث مباراة فالنسيا وريال مدريد المتعلقة بتعرض اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور لهتافات عنصرية.

وذكرت الرابطة في بيان أنها طلبت كافة الصور المتاحة لدراسة الواقعة، مضيفة أنها ستتخذ الإجراء القانوني المناسب في حال تحديد أي جريمة كراهية.

البيان الرسمي لرابطة "الليغا"، جاء فيه:

-"ستحقق الليغا في الأحداث بين فالنسيا وريال مدريد على ملعب ميستايا 21 أيار 2023، ونظراً للحوادث التي وقعت في ملعب ميستايا، أبلغت لاليجا أنها طلبت جميع الصور المتاحة للتحقيق في ما حدث، بمجرد الانتهاء من التحقيق، وفي حالة اكتشاف جريمة كراهية، ستشرع الرابطة في اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، الصور التي زُعم أنها إهانات عنصرية تم توجيهها للاعب فينيسيوس جونيور خارج استاد ميستايا، ستقوم الرابطة أيضاً بالتحقيق فيها."

"كانت الليغا سباقة في مواجهة جميع الحوادث العنصرية ضد لاعب نادي ريال مدريد  فينيسيوس جونيور، وهكذا، تقدمت الليغا بشكوى تسع مرات في الموسمين الماضيين أمام لجنة المنافسة ولجنة الدولة لمكافحة العنف والعنصرية وكراهية الأجانب والتعصب في الرياضة ومكتب المدعي العام والمحاكم."

من جهته أدان نادي ريال مدريد الأحداث، معتبراً إياها هجوماً مباشراً على النموذج الاجتماعي والديمقراطي للتعايش على أساس سيادة القانون، ومعتبراً أن ما حدث يشكل جريمة كراهية، معلناً تقدمه بشكوى إلى مكتب المدعي العام ضد جرائم الكراهية والتمييز، للتحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين.

كما أعلن ريال مدريد في بيان رسمي التقدم بشكوى إلى مكتب المدعي العام الإسباني المتخصص بجرائم الكراهية والتمييز، بسبب الإهانات العنصرية التي تعرض لها نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور.

وجاء في البيان الرسمي لريال مدريد:

-"يُظهر نادي ريال مدريد رفضه بشدة ويدين الأحداث التي وقعت أمس ضد لاعبنا فينيسيوس جونيور."

-"تشكل هذه الحقائق هجوماً مباشراً على نموذج التعايش لدولة القانون الاجتماعية والديمقراطية."

-"يعتبر ريال مدريد أن مثل هذه الهجمات تشكل أيضاً جريمة كراهية، ولهذا السبب تقدم بشكوى إلى مكتب المدعي العام للدولة، وتحديداً إلى مكتب المدعي العام ضد جرائم الكراهية والتمييز، حتى يمكن التحقيق في الوقائع وتوضيح المسؤوليات."

-"تنص المادة 124 من الدستور الإسباني وظائف مكتب المدعي العام لتعزيز عمل العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة."

-"لهذا السبب ، ونظراً لخطورة الأحداث التي وقعت، لجأ ريال مدريد إلى النيابة العامة للدولة، دون المساس بظهوره كمقاضاة خاصة في الإجراءات التي يتم البدء فيها."

وبدوره أصدر نادي فالنسيا بياناً رسمياً جاء فيه:

-"يرغب نادي فالنسيا في إدانة أي نوع من الإهانة أو الهجوم أو عدم الأهلية في كرة القدم."

-"في إطار التزامه بقيم الاحترام والرياضة، يعيد النادي التأكيد علناً على موقفه ضد العنف الجسدي واللفظي في الملاعب، ويأسف للأحداث التي وقعت خلال مباراة الجولة الخامسة والثلاثين في الليغا ضد ريال مدريد."

-"على الرغم من أن هذه حلقة معزولة، إلا أن الإهانات التي يتعرض لها أي لاعب من الفريق المنافس لا مكان لها في كرة القدم ولا تتناسب مع قيم وهوية نادي فالنسيا، النادي يحقق في ما حدث وسيتخذ أشد الإجراءات."

وقال فينيسيوس جونيور عبر حسابه على تويتر:

-"إنني أقدر حقاً سلسلة الدعم التي تلقيتها في الأشهر القليلة الماضية، سواء في البرازيل أو حول العالم، أنا أعرف بالضبط من أكون ولن أستسلم."

-"لدي هدف في الحياة، وإن كان علي أن أعاني أكثر فأكثر حتى لا تمر الأجيال القادمة بمواقف مماثلة، فأنا مستعد."

ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور لهتافات عنصرية في الملاعب الإسبانية، إلا أن رابطة الليغا والاتحاد الإسباني لكرة القدم لم يقوما بأي إجراءات حقيقية لمكافحة هذه الظاهرة في الملاعب الإسبانية والدفاع عن البرازيلي فينيسيوس وحمايته، في ظل مايتعرض له اللاعب البرازيلي في كل جولة يخوضها مع فريقة ريال مدريد خارج "سانتياغو برنابيو".

وتجدر الإشارة إلى أن ماحدث مع فينيسيوس جونيور أصبح قضية رأي عام عالمي ليس فقط في الأوساط الرياضية وإنما السياسية كذلك، حيث أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا دعمه لفينيسيوس جونيور، والاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وكذلك ناديه ريال مدريد ممثلاً برئيس الفريق الملكي فلورنتينو بيريز الذي التقى باللاعب شخصياً وأظهر له دعمه وعاطفته في وجه ماتعرض له، وشرح له الخطوات التي سوف يقوم بها النادي للدفاع عنه، مؤكداً أن هذه الإجراءات سوف تذهب إلى أقصى مدى، فضلاً عن تعاطف ودعم العديد من اللاعبين حول العالم لفينيسيوس وعلى رأسهم زملائه في ريال مدريد.

ويمكن القول إن هذه الأحداث المؤسفة تضر بسمعة "الليغا" الإسبانية، وسيكون لها انعكاسات اقتصادية سلبية على الدوري الإسباني والرياضة بشكل عام في إسبانيا، بالإضافة إلى الضرر الذي سيلحق بالسياحة الرياضية التي تعتبر من مصادر الدخل المهمة في إسبانيا، فضلاً عن أن هذه الأحداث تؤثر على الصورة الحضارية والثقافية والإنسانية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي كإسبانيا.