نافذة على الصحافة

الكيان الصهيوني يبيع الأكاذيب


تكثر التحليلات والقراءات بعد كل عدوان يشنه الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية التي تحاول دائماً تبرير هزائم الكيان أمام الشعب الفلسطيني المقاوم، وتخرج بعض الأصوات التي تقدم تلك الهزائم بصورتها الحقيقية. 
 
وكتب زهير أندراوس في هذا في صحيفة رأي اليوم أن عدداً من المُحلّلين والخبراء والجنرالات السابقين، ينبرون بعد أن يضع الهجوم أوزاره، ليدلوا بدلوهم حول عدم جدوى العمليات العسكرية ضد غزة، لافتين في الوقت عينه إلى أنه لإسرائيل لا توجد إستراتيجية فيما يتعلق بقطاع غزة، أي أن ما كان هو ما سيكون بانتظار الجولة القادمة من "العنف"، التي بحسبهم باتت مسألة وقتٍ ليس إلا، مُشددين على أنه منذ العام 2005 شن الكيان 16 عملية عسكرية ضد غزة. 
 
 
 وقال الكاتب: بكلمات أخرى، فإن العدوان الأخير لا يعتبر بأي حالٍ من الأحوال انتصاراً، أوْ حتى شبه انتصارٍ، وفي هذا السياق قال محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة (هآرتس) يوسي ميلمان إنه لا يوجد أي شيءٍ يمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القدرة على الزعم بأن الكيان انتصر في المعركة الأخيرة، وقال إن قادة الأجهزة الأمنية يتفاخرون بإنجازاتٍ هامشيةٍ، وتحديداً الاغتيالات، بيد أن "إسرائيل" لم تحقق في العملية العسكرية الأخيرة أي شيء إستراتيجي، وأنه لم يتغير أيّ شيءٍ في معادلة الاشتباك وقواعد اللعبة، مشيراً إلى أن خمسة أيام من القتال كلفت خزينة الكيان ما يقارب مليار شيكل (دولار أمريكي يعادل 3.70 شيكل)، دون الأخذ بعين الاعتبار المليارات التي خسرها الاقتصاد الإسرائيلي خلال الأيام الخمسة، واختتم المحلل بالقول  إنه في السطر الأخير تبيّن أن لإسرائيل لا توجد لا سياسة ولا استراتيجية في كيفية وآلية علاج قطاع غزة. 
 
وتابع الكاتب:  وتحت عنوان (الأكاذيب التي تبيعكم إياها الحكومة عن الاغتيالات)، قال يوفال ديسكين الرئيس السابِق لجهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي، يوفال ديسكين إن الاغتيالات لم تكن يوماً الحل، وهي ليست أكثر من مسكن ألم عندما نتعامل مع التهاب رئة حاد، والأكيد أنها ليست مضاداً حيوياً، كانت وستبقى أداة للتعامل مع التهديدات الفورية فقط، "عندما لا يوجد حل آخر"، على حد تعبيره، وخلُص ديسكين إلى القول إنّه “يجب قول الحقيقة بوضوح: أقترح أن نتجهز للموجة القادمة و/أوْ جولة إطلاق القذائف القادمة لأنها ستأتي في يوم النكبة، أوْ مسيرة الأعلام القريبة، وإنْ لم تحدث، فبعد وقت قصير، وحينها، سيكون هناك مؤتمر صحافي أيضاً، حيث سيقف رئيس الحكومة ويشرح لنا عن أهمية الاغتيالات الناجحة الأخيرة، وعن قدرتنا على إلحاق الضرر بأعدائنا في كل مكان والكثير من الشعارات المستنفدة والكاذبة والمتبعة، وسيكون من الجيد أنْ تتذكروا حينها أنّه لم يتغير شيء.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=93581