وجهات نظر

سورية رقم صعب

زهير أندراوس


 كتب زهير أندراوس في صحيفة رأي اليوم تحت عنوان "سورية رقم صعب وستشارِك بالحرب المتعددة الجبهات بآن واحد.. جنرال إسرائيلي: القوات المدرعة السورية لاعب مهم جداً في المنطقة": 
 
مع بدء تعافي سورية وفشل رهانات الاحتلال الاسرائيلي بتدميرها وتفتيتها، ومع استمرار المساعي العربية الحثيثة لإعادة هذا البلد، قلب العروبة النابِض، إلى الحضن العربي، بدأت المصادر الأمنية في تل أبيب تُسرب معلومات سرية للإعلام حول قوة الجيش السوري، واللافِت أن المُحللين والخبراء ومراكز الأبحاث في إ"سرائيل" باتوا يشددون على أن ما يُطلِقون عليها بـ “الحرب القادمة المتعددة الجبهات في آن واحد” ستكون بمشاركة سورية، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة إقرارٍ اسرائيلي بقوة الجيش السوري، رغم الحرب التي أنهكت الدولة السورية. 
ومن المُفيد التذكير أن التقديرات الاستراتيجية الإسرائيلية في الأعوام المُنصرِمة لم تكنْ تأخذ بعين الاعتبار قوة الجيش السوري، ولكن الآن بات الكيان يخشى تدخل هذا الجيش في أي حربٍ مقبِلةٍ الى جانب حزب الله، وإيران، والمُقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهي الحرب التي تطلِق عليها تل أبيب الحرب المُتعددة الجبهات في آنٍ واحدٍ. 
 
وفي هذا السياق من المُفيد العودة إلى الوراء قليلاً، فقد رأى القائد السابِق لسلاح المدرعات الإسرائيلي الجنرال شموئيل أولنسكي أنه من السابق لأوانه نعي القوات المدرعة السورية، التي باتت أكثر تدريباً بسبب حالة القتال التي عاشتها خلال الأزمة في بلاد الشام، لافتاً إلى أنها ما زالت لاعباً مهماً جداً في الشرق الأوسط، طبقاً لأقواله. 
على صلةٍ بما سلف، كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، وصفت بأنها واسعة الاطلاع، النقاب عن المخاوف الإسرائيلية من امتلاك الجيش العربي السوري أسلحة متطورة مضادة للطائرات، قد تؤثر على عملياتها المتواصلة داخل الأراضي السورية. 
 
ونقلاً عن محافل أمنية رفيعة في الكيان، قال نوعام أمير المراسل العسكري لصحيفة (مكور ريشون) العبرية، إن “أحد الطقوس المعتادة في الشهور الأخيرة أن الهجمات الإسرائيلية في سورية اعتُبرت أول نذير لمنظومات الدفاع الجوي التي يزعم السوريون أنها مفعلة لصد هذه الهجمات"، وإنّ "سوريّة لديها أدوات قتالية، شئنا أمْ أبينا، لكن التعامل مع هذه القدرة يستدعي أنْ يأخذ سلاح الجو كلّ تهديد بأنّه حقيقي". 
 
إلى ذلك، نجح رجال المدرعات في الجيش العربي السوري بتطوير وتعديل مدرعات تابعة للجيش، وبحسب مصادر إعلامية، بدأت هذه العملية منذ عام 2017 حيث وضع عناصر اللواء ألواحاً مدرعة في مقدمة الجزء العلوي من جسم الدبابة وعلى برجها وجانبيها، فيما تمّ تثبيت هذه الألواح على الدبابات بشكلٍ مائلٍ لزيادة مقاومتها للقذائف الصاروخية المضادة للدروع، في حين لم يفقد الجيش العربي السوري إلا بضع دبابات من طراز “تي- 72” بسبب زيادة تحصينها.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=93344