الحدث السياسي

خبير إيراني للإعلام تايم.. زيارة رئيسي إلى سورية شراكة تفرضها المتغيرات الدولية


الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

يزور الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي سورية في ظل متغيرات دولية وإقليمية هامة أفرزتها عشرية النار التي مرت على المنطقة، إضافة إلى التحالفات الجديدة والتشبيك الإقليمي بعد الانكسار الذي مُني به المشروع الأمريكي في المنطقة.

وحول أهداف هذه الزيارة وتوقيتها ودلالاتها بين حليفين استراتيجيين مثل دمشق وطهران، الإعلام تايم حاور الكاتب والباحث السياسي الإيراني مصدق مصدق بور الذي رأى أن الزيارة تكتسب أهميتها من الظروف الدولية والاقليمية الراهنة، مشيراً إلى أن العلاقات بين دمشق وطهران تقوم على أسس مشتركة تجسدها روح المقاومة في البلدين.

شراكة في كافة المجالات


ولفت بور إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي صديق حقيقي للشعب السوري، فخلال فترة الحرب على الإرهاب الذي هاجم سورية وقفت إيران إلى جانب الشعب السوري في مواجهة هذا الإرهاب، وعليه فإن زيارة الرئيس الإيراني تأتي اليوم ضمن ذات العناوين إضافة إلى عناوين أخرى فرضتها المعطيات الجديدة على الأرض في سورية بعد فشل المحاولات الأمريكية في إسقاط هذا البلد، وأبرز هذه المعطيات هي دخول سورية مرحلة إعادة البناء من خلال التعاون الثنائي خاصة في المجال الاقتصادي، ولذلك إيران ترخي بكامل ثقلها في دعم الاقتصاد السوري في المرحلة القادمة كما كانت حاضرة في دعم الأخوة السوريين في مواجهة الإرهاب ، دون أية منّة على السوريين لأن سورية بلد غني يعطي فرصة للجانب الإيراني من خلال حركة التجارة ليس مع سورية فقط وإنما أيضاً مع دول الخليج .




تنسيق في ضوء المتغيرات الإقليمية


وبيّن الباحث الإيراني أن الظروف الإقليمية التي تأتي هذه الزيارة في خضمها تفرض نفسها من حيث التوقيت فعودة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية وانتهاء العزلة السياسية لسورية عربياً سيساعد سورية والمنطقة في ظل خارطة علاقات جيوسياسية خالية من المشاكل التي سبق وتم اختبارها، ونأمل أن تستعيد سورية عافيتها في ضوء هذه الانفراجات التي تشهدها المنطقة.


وأضاف أن " أهمية الزيارة تأتي أيضاً كونها أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى سورية منذ العام 2011 ،كما تأتي على ضوء المرحلة الجديدة التي دخلتها المنطقة في ظل المتغيرات الإقليمية وأبرز عناوين هذه المتغيرات هي فشل المشروع الإمبريالي والصهيوني وتوسع جبهة المقاومة وسورية الحلقة الذهبية في هذا المحور ، كما تتسم هذه المرحلة باستحقاقات جديدة تستدعي التشاور بين قادة البلدين والتعاون والتنسيق المشترك ، لمواجهة التحديات المشتركة التي من المتوقع أن تشتد وتيرتها في ظل النبرة المتصاعدة من قبل العدو الصهيوني والتصريحات الحادة الصادرة عن الولايات المتحدة الأميركية كرد فعل متوقع بعد حالة التعافي التي تشهدها سورية، ما يضع الأمريكي أمام خيارات صعبة لجهة تواجده اللاشرعي في سورية ونهبه للثروات السورية، وتابع بالقول " بالمحصلة يمكن القول أن كل هذه التحديات تستوجب آليات للمواجهة بين الجانبين السوري والإيراني"


التعاون الاقتصادي ضرورة تفرضها العقوبات

على المقلب الآخر يرى الخبير الإيراني أنه إضافة إلى الجانب السياسي والأمني بين البلدين بات من الواضح أنه في الجانب الاقتصادي علاقات طهران مع دمشق هي علاقات استراتيجية وبقيت صلبة وقوية وتم اختبارها في محطات عديدة ولكن الأساس القوي لهذه العلاقات هو المجال الاقتصادي ، لأنه يشكل الأرضية للتنمية والتعاون خاصة في ظروف الحظر الأمريكي والغربي على كل من سورية وإيران وفي ظل وجود طاقات وامكانيات لدى البلدين يمكن استخدامها لتحقيق التكامل الاقتصادي لمواجهة هذا الحظر، وعليه فإن الوفد الذي يرافق الرئيس الإيراني يضم اقتصاديبن يمثلون القطاع الحكومي ورجال الأعمال سيكون له دور كبير في تسريع مسيرة التعاون بين البلدين .

وأشار أن ملفات التعاون الاقتصادي ستكون حاضرة على طاولة النقاش، رغم أن البلدين قطعا شوطًا كبيراً في التبادل التجاري إضافة الى فتح الجانب الإيراني لخطوط إئتمان بنكية ومصرفية لتأمين نفقات هذا التبادل بين الجانبين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=93255