عالم الرياضة

تحديات جديدة تنتظر تشيفرين بعد انتخابه مجدداً لرئاسة الاتحاد الاوروبي


الإعلام تايم || باسم بدران 

 

شكلت إعادة انتخاب السلوفيني ألكسندر تشيفرين رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم لولاية جديدة حتى عام 2027 (بالتزكية) لتؤكد الثقة الكبيرة التي منحتها هذه المؤسسة الرياضية الكروية الكبيرة للرجل  الذي أخذ على عاتقه محاربة الفساد والوقوف بثبات أمام واحدة من أكبر التحديات التي كادت أن تعصف بكرة القدم الأوروبية قبل عامين، وهي مشروع السوبرليغ الانفصالي.

 

وبعيد انتخابه لولاية ثالثة تنتهي في العام 2027 أعرب تشيفرين عن رغبته في وضع (الأمل والتضامن في صلب استراتيجية) الاتحاد الأوروبي للسنوات المقبلة، مؤكداً انه سيخوض غمار ولايته الجديدة (بشكوك أقل من ذي قبل)..

 

وتوجه تشيفرين إلى ممثلي الاتحادات الوطنية في القارة العجوز بالقول: (قبل سبعة أعوام كانت كرة القدم على المستويين الدولي والأوروبي في خضم أخطر أزمة حوكمة في تاريخها، ورغم ذلك عهدتهم بالمسؤولية إلى شخص مجهول نسبياً.. ولكن أخطر ما يمكن أن نقوم به الآن هو الركون إلى إنجازاتنا والتمتع بالوقت الحالي)..

 

تشيفرين الذي صعد إلى رئاسة اليويفا خلفاً للفرنسي ميشيل بلاتيني في الرابع عشر من أيلول عام 2016 لم يكن يدرك هو نفسه ما ينتظره في السنوات القليلة المقبلة من تحديات وصدامات مع كبرى الأندية الأوروبية، وبالرغم من أنه نجح في إدارة أصعب الملفات بهدوئه وصرامته، إلا أنه راكم في الوقت ذاته الكثير من العداوات من حوله، حتى بات البعض يرى أن شعبيته يستمدها من البلدان الصغيرة العضوة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وليس من مراكز القوى الكبرى فيه..


وإذا كانت الولاية الأولى لتشيفرين التي استكمل فيها المدة المتبقية من عهدة بلاتيني، هادئة إلى حد ما، فإن سنوات ولايته الثانية كانت صاخبة للغاية، وعرفت الكثير من التحديات بدءاً من التعامل مع جائحة كورونا التي أوقفت النشاط الأوروبي، وهددت مسابقات كرة القدم القارية بالتوقف لأول مرة منذ إطلاقها، ووصولاً إلى الخلافات مع عدد من رؤساء الأندية الكبيرة التي حولته إلى (غريم فوق العادة) لكثير من الأطراف الفاعلة في الأندية الأوروبية، ولاسيما بعد موقفه الصارم والمعارض لإنشاء مسابقة (دوري السوبر الأوروبي) الذي أعلن عن تأسيسه في نيسان 2021.

 

وخاض تشيفرين حرباً إعلامية ورياضية غير مسبوقة، تخللها تسديد لكمات تحت الحزام، مع رؤساء أندية ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس بعد أن وصفهم بأصحاب رؤوس الأموال الجشعين والذين يسعون لقتل كرة القدم..

 

وعلى الرغم من صراع الاتحاد الأوروبي مع كبار أندية القارة ليس بالأمر الجديد، إلا أن مشروع السوبرليغ اتخذ خطوات متقدمة جداً، وكان يهدد بانهيار منظمة كرة القدم الأوروبية بشكل حقيقي، لكن رباطة جأش المحامي البالغ من العمر 56 عاماً نجحت في وأد هذا المشروع، قبل أن يبصر النور..

 

ورغم مرور عامين تقريباً على تلك العاصفة، إلا أن تشيفرين لم ينس خيانة أقرب أصدقائه له، رئيس نادي يوفنتوس أندريا أنييلي، ولا ما أسماه بغدر ناديي ريال مدريد وبرشلونة، وهو ما تؤكده تصريحاته في كل مرة حين يشير إلى (عرابي السوبرليغ) تلميحاً او بشكل واضح..

 

الفترة الرئاسية الثانية لتشيفرين عرفت إطلاق تعديلات على بطولة دوري الأبطال سيبدأ تنفيذها ابتداء من موسم 2024-2025 بحيث تضمن زيادة في عدد المباريات وبالتالي الدخل المتوقع للأندية المشاركة في البطولة، كما تم إطلاق بطولة أوروبية ثالثة هي دوري المؤتمر الأوروبي لضمان مشاركة أكبر عدد من الأندية الأوروبية، ولا سيما الأندية التي لا تحظى بفرصة للمشاركة في بطولتي (دوري الأبطال والدوري الأوروبي)..

 

لكن الصراع مع مشروع السوبرليغ وداعميه لم يكن التحدي الوحيد الذي واجهه تشيفرين في ولايته الثانية، إذ وجد نفسه في مواجهة مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو وطموحاته باستثمار قوة الأندية الأوروبية ومنتخباتها، من خلال إطلاق فكرة إقامة بطولة كأس العالم مرة كل عامين، وهي فكرة من شأنها القضاء على مسابقات المنتخبات القارية في أوروبا، والتي تتضمن بطولة اليورو التي انطلقت عام 1960 وكذلك بطولة دوري الأمم الأوروبية التي بلغت نسختها الثالثة.

 

ورغم أن معارضة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بقيادة تشيفرين قد أدت إلى إرجاء البحث في إقرار عدد من المسابقات العالمية تحت إشراف الفيفا، والتي يؤكد انفانتينو أنها ستدر عائدات إضافية من المستثمرين تصل إلى 25 مليار دولار امريكي، وذلك من خلال تحالف غير معلن مع الاتحاد اللاتيني لكرة القدم، إلا أن رئيس اليويفا وجد نفسه مضطراً على تقديم بعض التنازلات فيما يتعلق بمشاركة 12 نادياً في النسخة الجديدة من مونديال الأندية والتي يعتزم الفيفا إطلاقها، وخاصة بعد أن قدم انفانتينو الدعم لتشيفرين في صراعه مع مشروع السوبرليغ، وهو دعم كان له أثر مهم في إجهاض هذا المشروع.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=54&id=92945