الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

على وقع الحراك الدبلوماسي الذي شهدته سورية منذ السادس من شباط الفائت، لا سيما العربي منه تأتي زيارة وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى القاهرة، لتضع كما يبدو اللبنة الأخيرة في سياق البناء الذي تسعى من خلاله دول عربية لأخذ دور أكثر فاعلية في عودة العلاقات بين دمشق وباقي العواصم .

 

وتعليقاً على توقيت الزيارة وأهدافها قال الدكتور حامد فارس استاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة في تصريح خاص للاعلام تايم " إن الزيارة تأتي في إطار العمل على عودة العلاقات المصرية والسورية بشكل خاص والعلاقات السورية والعربية بشكل عام  وفي إطار الدعم المصري الحقيقي لإعادة سورية إلى دورها المحوري كقوة إقليمية، مشيراً إلى أن القاهرة تتطلع من خلال دورها المحوري والريادي إلى عودة سورية إلى عمقها العربي خاصة وأن هناك جهود عربية ولقاءات وزيارات في الفترة الأخيرة تدل على أن هناك انعطافة سياسية حقيقية لعودة سورية إلى دورها المحوري وعدم تركها فريسة لقوى الشر والضلال".

 

وأضاف الخبير المصري أن "ما يتم العمل عليه حالياً هو أن تكون سورية جزء رئيسي من الجهد الرامي إلى الحفاظ على الأمن القومي العربي على قاعدة أن هناك إرادة سياسية مشتركة ورغبة حقيقية بدأت تظهر في الأفق لأن تكون سورية الدولة جزء مهم في الفترة القادمة من استقرار الأوضاع في المنطقة العربية وجزء من الاستقرار داخل سورية ، خاصة أن سورية تم استغلالها بشكل سيئ على مدار السنوات العشر الماضية دون أن تحقيق المراد من وراء استبعادها من جامعة الدول العربية".

 

بات من الواضح أن كثير من العواصم العربية أصبحت تدرك محورية الدور السوري في أمن قومي عربي حقيقي تنشده هذه الدول ، ولعل تجربة ال ١٢ سنة الماضية من محاولات إخراج سورية من هذه المعادلة كانت كافية لتعيد هذه الدول حساباتها حيال الملف السوري والخروج بمقاربات جديدة لهذا الملف وصولاً إلى الاعتراف ولو كان ضمنيًا بعدم صوابية ابعادها عن عمقها العربي.. من هنا تأتي زيارة الوزير المقداد للقاهرة ولقائه مع نظيره المصري الوزير سامح شكري، وما رشح عن الزيارة واللقاء الثنائي بين الوزيرين يؤكد الحرص المصري على دعم استقرار سورية كسبيل لاستقرار المنطقة.