وجهات نظر

مابين 5 حزيران2013 و 5 حزيران 2014

يوسف غانم


كثيرة هي الأصوات التي كانت تعلو لتقول أن القصير قلعة صامدة ستدوخ الجيش العربي السوري ولن يستطيع مع حلفائه تحريرها وكثيرة هي الأصوات التي كانت تعلو بتقسيم سورية ويتناقلها مسؤولون كبار في محاولة ترويجها ويلاقيهم أتباعهم في التنظير لها كحل للأزمة السورية! ولكن استيقظ الجميع في يوم الخامس من حزيران على توقيت الجيش العربي السوري وحليفه حزب الله وهم يحتفلون بتحريرالقصير من قطعان الوهابية بمعركة سريعة ومفاجئة وبتكتيكات عسكرية مبتكرة .
إستعادة القصير سكبت مياه باردة على الرؤوس الحامية لكثرة ماحملت من دروس وعبر وكانت بحق استعادة للمبادرة العسكرية من جانب فيما كانت نصراً استراتيجياً من جانب أخر ولعل أبلغ نتائجها أنها منعت مخطط التقسيم الى غير رجعة ودفنت حلمه وفرضت حقيقة التفوق العسكري للجيش السوري ومهدت عسكرياً لاستعادة ما تبقى من المنطقة الوسطى وأسست لمعركة القلمون بعد أن قطعت طرق امداد المسلحين وجعلتهم جزراً متباعدة .
كانت لحظة 5 حزيران في القصير مفصلية  ووصلت رسائلها الى حيث يجب أن تصل بحيث دفعتهم لقراءة واقعية لما يجري وخفضت سقف مطالبهم ومطامعهم بل يمككنا أن نقول مطمئنيين أنها دفنتها في تراب القصير وكانت المفصل الأساسي في إستعادة مركزية الدولة وقدراتها وتفوقها وكانت لحظة فتح صناديق الاقتراع لرئاسة الجمهورية على امتداد جغرافي وديموغرافي مذهل لحظته الكاشفة وكانت لحظة إعلان النتائج في الخامس من حزيران لعام 2014 لحظة تتويجه فهذه اللحظة كانت بحق إعلان انتصار الشعب السوري بما حملته من نتائج تم إظهارها ومن رسائل للعدو والصديق لقد صوت في هذه الانتخابات 73%من الشعب السوري وهي بحق نسبة غير مسبوقة ومن النسب العالية على مستوى العالم وأظهرت هذه النسبة أن الشعب السوري هو صاحب قراره لم تزده الحرب الكونية على بلده إلا تمسكاً بهذا البلد وحجم المشاركة كان رسالة للعالم بأن هذا الشعب هو من يمتلك الشرعية وهو الوحيد القادرعلى منحها لمن يشاء وأنه رغم التهديد والوعيد والحرب مصمم على خوض التجربة الديموقراطية والتأسيس لجمهورية جديدة فكانت السيول البشرية باتجاه صناديق الاقتراع وفي جميع المحافظات أبلغ تعبيرعن تطلعاته وفهمه لطبيعة المرحلة ودقتها وحساسيتها ومصيريتها وكان قرار الشعب أن يختار مصيره بملئ حريته وإرادته وحصل المرشح الرئاسي الدكتور بشار الأسد على 88.7%من أصوات الناخبين (10.319,723) صوتاً بما تعنيه هذه النسبة من تفويض وثقة وخيار وبما تعنيه من اسقاط للمشروع الصهيو أميركي الوهابي الرجعي ومن نصرعليه وبما تعنيه من تأسيس لمرحلة جديدة حاسمة من الصراع ستظهر تداعياتها تباعاً كما ظهرت تداعيات اليوم نفسه من السنة الماضية في القصير .
لقد حملت هذه النسبة الرسائل المباشرة الى الجميع وأبلغها أن الأسد هو ضمير الشعب وهو خياره في هذا المفصل الحاسم من التاريخ وأنه يطمئن لمستقبله بين يديه وأن الرجل يمتلك الشرعية الشعبية التي تمكنه من قيادة التحول في سورية وترسيخ دعائم الدولة واستعادة دورها على المستوى الإقليمي والدولي كما أنه المؤتمن على خيارات الشعب ومبادئه وأظهرت هذه النسبة زيف إدعاء الدول المعادية لسورية ونفاقها وعرتها ولكنها في نفس الوقت دفنت أحلامها في استباحة الدولة السورية واسقاطها كما عززت وضع سورية وحلفائها ومنحتهم قوة سياسية مبنية على الحقائق والأرقام الساطعة وستكون دافعاً لكل الحلف المعادي لاعادة القراءة لكل ماحدث في المنطقة بعد أن دفنت سورية الربيع الامريكي الى غير رجعة بداية من القصير وتتويجاً في دمشق وبصوت رئيس مجلس الشعب الهادئ والواثق وهو يتلو نتائج الانتخابات وفوز الأسد .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=9266