يبدو طريق دمشق مضاء للناظرين، فهي وكما كانت على الدوام ترحب بمن جاءها ودخلها آمناً، ويبدو أن خطوات التطبيع مع تركيا تتسارع لإحداث خرق أكبر في القطيعة التي دامت سنوات، ورأت الكاتبة التونسية آسيا العتروس في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن ذاك يبدو كما الأحداث المتواترة وعودة الاتصالات المجمدة بين دمشق وعدد من العواصم العربية إثر الزلزال المدمر التي عززت آفاق دبلوماسية الكوارث وأعادت إلى السطح الجدل الذي لم يتوقف على مدى أكثر من عقد حول ضرورة إنهاء القطيعة وعودة سورية إلى الجامعة العربية.

 

وقالت الكاتبة: يمكن القول إن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو في إطار دفع عجلة التطبيع بين تركيا وسورية في حال استجابت تركيا إلى المطالب السورية بسحب قواتها من سورية، ويبقى تحقيق هذا الهدف على أرض الواقع مرتبطاً بمدى كسر الجليد... وإذا كان الرئيس التركي خفف من حدة خطابه إزاء السلطة السورية وتراجع عن مواقفه وبات يجاهر برغبته في لقاء الرئيس الأسد فإنه في المقابل يبدو متردداً إزاء طلب سورية تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من سورية.

 

وأضافت الكاتبة: لا خلاف أن سورية استعادت بعض علاقاتها المقطوعة مع الدول العربية خلال الأيام القليلة الماضية التي تلت الزلزال الكارثي، واتجهت بعض العواصم لتعديل البوصلة وإحياء علاقاتها مع سورية بإرسال المساعدات الإنسانية  وفرق من الحماية المدنية للمساعدة على إغاثة المنكوبين من الزلزال.. وهذا في الحقيقة أقل ما يمكن القيام به في مثل هذه الأزمات.

 

وتابعت الكاتبة: هناك خيارات ضرورية وحاسمة واستعادة سورية موقعها في الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ومنع تقسيمها ليس ترفاً وهو يجب ألا  يكون في إطار المزايدات أو المقايضات التي نرى تجلياتها بوضوح في المشهد العربي المتلاشي على كل المستويات، وربما يكون من المنطقي وبعيداً عن لعبة التشفي التي يبدو أن المجتمعات العربية بارعة فيها فإن قطار التطبيع يجب أن يغير الاتجاه وأن تكون وجهته دمشق.. قبل أيام انتهت المساعي الصينية باتفاق بين السعودية وإيران وعودة للعلاقات المقطوعة بين البلدين منذ نحو سنوات وهو اتفاق من شأنه أن يعزز القناعة بأن المنطقة تتجه إلى مشهد جديد ودبلوماسية جديدة تطوي نزيف الدم الكارثي وتفتح الأبواب أمام واقع جديد.