نافذة على الصحافة

لقاء الرئيسين الأسد وبوتين.. تركيا حاضرة


تتجه جميع الأنظار إلى موسكو، إذ كثرت التحليلات حول نتائج زيارة الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، ورأى عبد الباري عطوان في افتتاحية صحيفة رأي اليوم أن القضية الأهم التي تتربع على جدول أعمال قمة الرئيسين الروسي والسوري هي استئناف العلاقات التركية السورية، على أرضية الاستجابة مع شروط الدولة السورية، وأبرزها الانسحاب التركي الكامل من جميع الأراضي السورية، واجتثاث الإرهاب، وعودة اللاجئين.


وقال عطوان: الغائب الأكبر عن لقاء القمة في موسكو هو الرئيس التركي، لأن نتائج هذه القمة قد تكون حاسمة في استمراره وحزبه في السلطة، أو خروجه منها، ولهذا لا نستبعد أنه ينظر بين الحين والآخر إلى هاتفه الرئاسي منتظراً مكالمة مطمئنة، أو غير مطمئنة... شعبية أردوغان وحزبه “تتضعضع” بشكل متسارع كلما اقترب موعد الانتخابات، وجاء الأداء “غير الجيد” المليء بالثقوب لحكومته في التعاطي مع كارثة الزلزال، وتراجع الاقتصاد وأسعار الليرة تحديداً، ولهذا يحتاج إلى الاتفاق مع سورية بأي ثمن للتخلص من اللاجئين الذين أصبحوا ورقة مهمة في أجندات المعارضة، بإعادتهم إلى بلادهم، وقطع الطريق على أحزاب المعارضة التي تعهدت للرئيس الأسد في رسالة رسمية بالانسحاب الكامل، وإعادة اللاجئين، ودفع تعويضات عن الأضرار الناجمة على التدخل الأردوغاني، والمساهمة بسخاء في عملية إعادة الإعمار.

وتابع الكاتب: كان الرئيس بشار الأسد مصيباً عندما تمسك بالانسحاب التركي الكامل من تراب بلاده كشرط لأي لقاء مع نظيره التركي ووفق برنامج واضح المعالم، وضمانات جدية راسخة، ووضع مصالح بلاده ووحدتها الترابية فوق كل اعتبار، لأنه لا يثق بأي التزامات “شفوية” من اردوغان، فالطعنة الوجودية الأكبر في التاريخ السوري جاءت من الجار والصديق والحليف التركي الذي انتهك جميع المعاهدات والتفاهمات وأبرزها اتفاق أضنة عام 1998، وأرسل قواته وحلفاءه لغزو سورية وتفتيتها.

وأضاف الكاتب: جميع التصريحات الرسمية التي صدرت بعد اختتام لقاء القمة بين الرئيسين الروسي وضيفه السوري جاءت “باهتة” و”عمومية” ذات طابع دبلوماسي وهذا أمر غير مفاجئ، ولهذا نحن بانتظار “الدخان الأبيض” من الكرملين ودهاليزه، فعقد اللقاء الرباعي على مستوى وزراء الخارجية (روسيا، سورية، إيران، تركيا) إذا ما تحدد قد يكون مؤشراً قوياً على “انفراجة” واتفاق متكامل للأزمة السورية التركية يحقق جميع الشروط المطلوبة، ويمهد الطريق السريع للقاء القمة بين الأسد وأردوغان، وبهذا تكون المبادرة الروسية، والصلابة السورية، والمرونة التركية قد تكللت بالنجاح، وإطلاق رصاصة الرحمة الدبلوماسية على الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط برمتها. 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=92504