عالم الرياضة

باريس سان جيرمان مهدد بالتفكك في الصيف


الإعلام تايم || باسم بدران

 

انفقت إدارة نادي باريس سان جيرمان بإشراف ناصر الخليفي الذي جاء إلى سدة الرئاسة في العام 2013، ما يقارب مليار يورو على شراء أهم وأبرز لاعبي العالم، والتعاقد مع عدد كبير من المدربين أصحاب التاريخ كالإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الحالي، والفرنسي لوران بلان، والإسباني اوناي إيمري والألماني توماس توخيل والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، وذلك بهدف تعزيز فكرة ان ال(بي إس جي) أحد عمالقة الكرة الأوربية أهم الأندية عراقة.

 

لكن حقيقة الأمر تشير إلى أن النادي الباريسي ومنذ تأسيسه في العام 1970 كان ناد متواضع رياضياً، ورسم لنفسه صورة جميلة من خلال تمثيله لعاصمة النور لا أكثر، حيث ان سجله الرياضي لم يتضمن أكثر من الفوز بلقب الدوري الفرنسي في مناسبتين وكأس الكؤوس الأوروبية في مناسبة واحدة قبل العام 2011، وهو العام الذي شهد تحولاً كبيراً في مسار وتاريخ هذا النادي بعد أن تم شراؤه من قبل هيئة الاستثمار القطرية..

 

وخلال الأعوام الـ12 التالية، تمكن باريس سان جيرمان من الهيمنة على الألقاب المحلية بشكل كبير، حتى أنه تمكن من معادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب بطولة الدوري المحلي والذي كان مسجلاً بشكل منفرد باسم سانت إتيان بعشرة ألقاب لفترة طويلة. كما تحول الفريق إلى رقم صعب في البطولات الأوروبية بحيث يرغب الكثيرون في تجنبه لما يضمه من أسماء لامعة في عالم الساحرة المستديرة..

 

الخروج المبكر من دور الستة عشر في الموسم الحالي على يد بايرن ميونيخ الألماني شكل صفعة جديدة للنادي الباريسي الذي يضم في صفوفه عدداً كبيراً من النجوم وفي مقدمتهم الأرجنتيني ليونيل ميسي المتوج مع منتخب بلاده باللقب المونديالي قبل ثلاثة أشهر، والنجم الفرنسي كيليان مبابي صاحب الهاتريك الرائع في نهائي مونديال 2022، إضافة إلى قائد ريال مدريد السابق سيرجيو راموس، ونجما الكرة الإيطالية ماركو فيراتي والحارس جيانلويجي دوناروما.. لتكون هذه هي المرة الخامسة في آخر سبعة مواسم التي يفشل فيها النادي الباريسي في تجاوز عتبة هذا الدور من مسابقة دوري الأبطال.


الصحافة الفرنسية أجمعت على أن السقوط أمام البايرن لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل متكرر كل عام حيث يتم ارتكاب نفس الأخطاء.. ولم يرحم المحللون والمعلقون الفرنسيون نادي العاصمة الفرنسية بعد تكرار فشله في البطولة الأوروبية حيث أكدوا:( إن استراتيجية امتلاك ترسانة من نجوم الروك وليس فريقاً حقيقياً في كرة القدم قد أثمرت عن اكتساب اعتراف دولي بانه فريق كبير في أوروبا، ولكن ليس على المستوى الكروي)..

 

من جانبها تناولت الصحف الفرنسية أن سياسة فتح الخزائن والتعاقد مع لاعبين كبار برواتب فلكية لم تؤت بثمارها.. وأشارت إلى أن المشروع الباريسي بات مهدداً بالتفكك مع نهاية الموسم الحالي، حيث باتت الإدارة مطالبة بخفض سقف الرواتب لتفادي خرق لوائح اللعب المالي النظيف.. الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة حول مصير عدد من النجوم مثل البرازيلي نيمار (الذي غاب لفترة تقترب من ثلاثة مواسم كاملة على مدار ست سنوات) والفرنسي كيليان مبابي (الراغب في الرحيل إلى ريال مدريد) إضافة إلى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي فشل في بلوغ الدور ربع النهائي لموسمين متتاليين للمرة الأولى في مسيرته، علماً ان عدم تحقيق حلمه مجدداً بالفوز بكأس الأبطال قد يعجّل من إمكانية رحيله عن الفريق باتجاه الدوري الأمريكي، وخاصة أنه لم يجدد عقده مع الفريق والذي ينتهي في مطلع شهر تموز/يوليو المقبل.. وهو ما ينطبق أيضاً على الإسباني سيرجيو راموس..

 

خسارة باريس سان جيرمان أمام البايرن بدت مضاعفة مع البيان الذي أصدره النادي الفرنسي عبر موقعه الرسمي والذي أشار إلى عديد الإصابات في صفوفه، حيث يعاني المغربي أشرف حكيمي من آلام عضلية، بينما سيخضع الدافع نوردي موكيلي لبرنامج علجي من أجل التعافي من آلام في أوتار الركبة.. أما قائد الفريق البرازيلي ماركينيوس فسيغيب لفترة لا تقل عن عشرة أيام بسبب إصابة في عضلات البطن.. وهو ما سيزيد من الضغوطات في المراحل المقبلة قبل التوقف الدولي.

 

ومع خروج باريس سان جيرمان من مسابقة الكأس المحلية أيضاً، فإن الهدف الوحيد المتبقي للموسم الحالي، سيتمثل بمحاولة الفوز بلقب بطولة الدوري الفرنسي للمرة الحادية عشرة في تاريخه (وهو رقم قياسي)، علماً ان سان جيرمان يتقدم على مرسيليا أقرب مطارديه إلى ما قبل 12 جولة من ختام الموسم بفارق ثماني نقاط.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=54&id=92489