الحدث السياسي

بين الشكل والمضمون.. قراءة في زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو


الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

تعليقاً على زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا موقع الإعلام تايم أجرى هذا الحوار مع الدكتور نواف إبراهيم المستشار السياسي والإعلامي في العديد من المؤسسات السياسية والاجتماعية والإعلامية ومراكز البحوث.



ورأى الدكتور نواف في حديثه للإعلام تايم إن "هذه الزيارة للرئيس الأسد إستثنائية في ظل ظروف تخطت كل الإحتمالات من ناحية العلاقة الوطيدة بين البلدين".


وأشار الدكتور إبراهيم إلى أن الفارق الأول هو أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس وفي ظل ظروف تاريخية حادة المنعطفات على المستويين الٌإقليمي والدولي وتلعب فيها سورية دور نقطة الطرد المركزي في عملية إعاد التوازنات في المنطقة ككل وبيضة القبان الأساسية على المستوى الدولي وهذا ما فرضه الواقع وغير قابل للتأويل من خلال اسقاط كل مايجري حالياً على متغيرات الأوضاع في العالم.


وتابع بالقول " إن الفارق الآخر هو أن هذه الزيارة مقارنة بزيارات سبقتها كانت تجري خلال السنوات العشر الماضية بشكل خاطف وغير معلن وخارجة عن البروتوكولات الرسمية لزيارات الدولة بحكم الظروف القائمة وبحكم الخطر القائم في ظل التربص الخطير الذي كان قائما ضد سورية وضد شخص الرئيس الأسد ومحاولات إستغلال أي منزلق أو فرصة لتحقيق ضربة قاضية تسقط الدولة السورية ، وهذا ماتم إفشاله طوال السنوات الماضية ونجحت فيه القيادة السورية مع إلتزام حلفائها الكامل ووعيهم بكل ما ترنوا إليه الدولة السورية للحفاظ على كيانها ووحدة وإستقلالها ومصيرها لأن هذا بالدرجة الاولى من مهامها" .


وأضاف الدكتور نواف ابراهيم وهو الاعلامي في وكالة الإعلام الدولية “روسيا سيغودنيا” ، إن الزيارة هي زيارة دولة متكاملة من جميع النواحي في البرتوكولات المعتمدة في إستقبال الزيارات الرسمية للرؤساء و تليق بسورية كدولة أثبتت أهميتها الجيوسياسية والإستراتيجية ، وهي خطوة مهمة جداً في إعادة تثبيت محورية الدولة السورية كدولة قائمة بنظامها السياسي الحالي وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد في وقت حاولت فيه قوى العدوان طوال هذه السنوات أن تفرغ النظام السياسي من مكانته أو شيطنة وتشويه صورة الرئيس الأسد للنيل من الدولة السورية غدراً ، لتأتي زيارة الأسد اليوم كزيارة رسمية متكاملة للقاء القيادة الروسية والرئيس بوتين بكامل ثقل الدولة السورية".


ولفت ابراهيم إلى أن هناك فرصة تاريخية للتعاضد مع روسيا لأنها هي من سيكسب المعركة مع الصين والهند كمعادلة لخلاص العالم كله، مع تراجع هيمنة القطب الواحد ، وقرب انتهاء عصر الدولار في وقت تحاول الولايات المتحدة لملمة بيتها الداخلي في ظل إنهيارات منتظرة بالجملة، واتجاه العالم نحو نهايات حرب تحديد المصالح والاقطاب وتوزيع الأدوار في العالم الجديد .


وكشف ابراهيم عن وجود ملفات لدى روسيا والصين لو فتحت ستشكل الضربة القاضية لدول الغرب الجماعي ، على سبيل المثال لا الحصر ملف الارهاب الذي أصبح ملفا دوليا وكل من تورط فيه سوف تتم ملاحقتهم من بريطانيا والمانيا وفرنسا ، وكذلك موضوع الفايروس كوفيد 19 وغيرها من الفيروسات والمعامل البيولوجية التي نقلت بعضها الولايات المتحدة إلى دول لا تزال قيد الكتمان حالياً ، مبينا أن الولايات المتحدة والغرب الجماعي أصبحوا بين فكي الكماشة ولا نبالغ أبداً في أن نقول أن الجمهورية العربية السورية إستطاعت أن تكون المحور الإستنادي لفكي هذه الكماشة بلا منازع وستكون المحج الإقليمي والدولي القادم .. هكذا يمكننا الحديث عن هذه الزيارة إذا ما تجاوزنا الحديث عن دور الرئيس بشار الأسد شخصياً في إدارة هذه الازمة بما هو خارج عن المألوف لدى القادة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=92466