نافذة على الصحافة

إيران والسعودية.. خطوة مفاجئة وكبيرة


كر وفر، هذا حال تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية، إذ لم يكن التقارب إلا وقتاً قصيراً تزيحه توترات واضطرابات بدأت بين البلدين منذ عام  1979، لكن الفترة الأبرز في العقد الماضي كانت قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 2016.

 

تلك القطيعة انتهت بوساطة صينية وبيان ثلاثي أعلن استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها الصين التي نجحت -كما رأى جمال واكيم في مقال نشره موقع الميادين- في كسر الجدار القائم بين دولتين، إحداهما تجمعها علاقة تحالف مع الصين، هي إيران، التي تناصبها واشنطن العداء، وثانيتهما هي المملكة العربية السعودية، التي تجمعها بالولايات المتحدة علاقة تحالف استراتيجي.

 

وقال الكاتب إن هذه الخطوة تعد تطوراً نوعياً في العلاقات الدولية، نتيجة عدة أسباب، فهي جاءت برعاية صينية، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الصين بتدخل سياسي حاسم في منطقة غرب آسيا لتوفق بين دولتين لهما نفوذ إقليمي كبير، هما إيران والمملكة العربية السعودية. وتأتي الخطوة في اليوم نفسه الذي تم إعلان انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينغ لولاية ثالثة، في كسر للعُرف الذي جرت عليه البلاد بعد الزعيمين ماو تسي تونغ ودنغ كسياو بينغ.

 

وتابع الكاتب: قامت الرياض بهذه الخطوة بوساطة صينية، ومن دون تدخل من جانب الولايات المتحدة، وهذا يشكل صفعة للأخيرة، إذ إن هذا يشكل تطوراً نوعياً لجهة سعي المملكة لتنويع علاقاتها الدبلوماسية، وعدم الركون فقط إلى الولايات المتحدة. ويعود هذا، ليس فقط إلى سوء العلاقة بين إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بل أيضاً إلى استشراف المملكة تغيراً نوعياً في العلاقات الدولية، لجهة تراجع نفوذ الولايات المتحدة وتوجه العالم نحو نظام متعدد الأقطاب. ومن شأن هذه الخطوة أن تخفّف الضغوط عن كاهل إيران، على نحو يجعلها أكثر قدرة على الالتفات إلى معالجة مشاكلها الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، ويجعلها تركز على ساحات تهمها في المواجهة مع الكيان الصهيوني. وهذا من شأنه أن يعزز موقف إيران في مواجهة الولايات المتحدة، في ظل تعنُّت الأخيرة في فرض شروط للعودة إلى الاتفاق النووي.

 

ورأى الكاتب الفلسطيني بسام أبو شريف في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن ما حدث يبدو كالأعجوبة لكنه حتما يفتح باب الأمل من أجل التوصل إلى حلول ترضي شعوب المنطقة وتعيد لها حريتها وتعيد لها ثرواتها المنهوبة.

 

وتحدث الكاتب عن احتمالات انعكاسات هذه الخطوة المفاجئة الإيجابية على الساحة السورية ومسار فك الحصار عن الجمهورية العربية السورية وانهاء الاحتلال لأرضها.

 

وقال الكاتب: ضمن ردود الفعل التي سمعناها وما زلنا نسمعها حول هذه الخطوة موقف الإدارة الأمريكية التي فوجئت بهذه الخطوة، وقالت إنها علمنا بالتوصل لاتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران أي أنها لم تكن تعرف بالمفاوضات التي بدأت في السادس من شهر آذار وانتهت في العاشر تزامناً مع جولة وزير الدفاع الأميركي في المنطقة، وتلك المفاوضات أدت إلى نتائج إيجابية سوف يكون لها انعكاسات كبيرة جداً في المنطقة، واللافت تعليق الخارجية الصينية تعقيباً على كلام البيت الأبيض حول هذه الخطوة، إذ قالت الخارجية الصينية إن الوقت حان لتنهي الولايات المتحدة احتلالها للأرض السورية، ولترحل القوات الامريكية غير الشرعية الموجودة على الأرض السورية، وربما يعطينا هذا بعداً آخر لانعكاسات هذه الخطوة المفاجئة والكبيرة والخطيرة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=92412