تحقيقات وتقارير

إسرائيل تستهدف شريان الحياة في حلب المنكوبة.. ماعلاقة واشنطن بهذا العدوان؟..ولماذا الآن؟


الإعلام تايم || كنان اليوسف 

 

عودة على بدء يصرُّ العدو الصهيوني على الحضور بسلوكه الإجرامي في سورية دون أن يقيم وزنًا لتداعيات الكارثة الإنسانية التي تمر بها البلاد جراء الزلزال الذي ضرب عدة محافظات في السادس من شباط الفائت خاصة وأن الاستهداف الأخير لمطار حلب الدولي استهدف واحدًا من أهم البنى التحتية في محافظة منكوبة ومطارها المستهدف يعد شريان الحياة من خلال هبوط الطائرات المحملة بالمساعدات الإغاثة من دول عدة وهو ما يعد جريمة مضاعفة.. وكأن هذا الكيان يبعث برسائله العدوانية للعالم وللمجتمع الدولي الذي تناشده سورية لرفع الحصار والعقوبات، مفاد هذه الرسائل "لا لتعافي الدولة السورية ولا للانفتاح عليها تحت أي بند وأي عنوان حتى لو كان إنسانياً خاصة بعدما حكي عن إمكانية عودة الطيران الأوروبي إلى المطارات السورية، وهذا ليس بالغريب على كيان سجله حافل بالجرائم وبخرقه للقانون الدولي الإنساني .

وحول هذه العقلية الصهيونية والحسابات التي يمكن أن تدفعه لشن هذا العدوان وفي هذا التوقيت، يقول مراسل قناة المنار اللبنانية في دمشق الإعلامي محمد عيد في تصريح للإعلام تايم : "إن العدوان الصهيوني على مطار حلب الدولي يرتبط بالكثير من الحسابات الصهيونية الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن الحكومة الصهيونية التي تقف ازاءها معارضة قوية تريد أن تعطي انطباعاً للجمهور الذي يمكن أن يقلب الطاولة عليها في أية لحظة بأن "الحسابات الوطنية الإسرائيلية" فوق أي اعتبار ولن تجد من يفكر مجرد التفكير في لجم اليد العسكرية العليا للكيان ما دامت قادرة على إصابة العدو في مقتل سواء في إيران أو سورية أو العراق أو حتى اليمن ولبنان وبالتالي فإن الكيان الصهيوني في حلٍّ من أية مسارات تسوية في المنطقة أمريكية _ إيرانية أو سعودية _ إيرانية أو سورية _ تركية ما لم تأخذ مصلحة الكيان بعين الاعتبار وتكون تل أبيب عرابتها.


على الآخر يأتي التصعيد الصهيوني ومع تزامنه مع تحركات أمريكية في المنطقة وبعد أيام قليلة من الزيارة اللاشرعية التي قام بها رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إلى شمال شرق سورية قادمًا من تل أبيب ، يحمل في طياته رسائل باتجاهات عدة ويؤكد في مكان ما عمق التنسيق الصهيوني الأمريكي لكبح جماح محور المقاومة خاصة مع تزايد الاستهدافات التي طالت عدداً من القواعد الأمريكية في الشرق السوري، يبدو العدو الصهيوني وفق الإعلامي عيد كمن "يريد أن يؤكد استعداداته سواء لحرب شاملة أو معركة قد تقع بين الحروب،استعدادات لا تشوبها شائبة ويمكن لها أن تتصرف بمفردها إذا لم تستطع جر أمريكا ومعها الغرب إلى معركة المصير مع إيران سيما وأن الزمن لم يعد في صالحها".


من جهته يرى العميد المتقاعد والخبير العسكري هيثم حسون في تصريح مماثل أن " العدوان الصهيوني يأتي في سياق المحاولات الصهيونية لنقل الأزمة الداخلية باتجاه الخارج، كذلك من أجل تثبيت وترسيخ قواعد الاشتباك التي يعتقد كيان العدو أنه أرساها خلال السنوات الماضية والتي تتيح له تنفيذ الاعتداءات بشكل مستمر ودائم على الأراضي السورية "، مشيرًا إلى أن العدوان على مطار حلب الدولي أتى في ظروف الاندفاع الكبير لبعض الدول لتقديم مساعدات، بالتالي الحجم الكبير للطائرات التي استخدمت المطار في الفترة الماضية وأيضا في إطار التهديدات التي أطلقها مسؤولون صهاينة أنهم لن يسمحوا بنقل أسلحة وعتاد عسكري من ايران الى مطار حلب" بحسب زعمهم.


وأضاف العميد حسون أن "الموضوع لا يتعلق بنقل أسلحة وانما يرتبط بنوايا صهيونية لوقف زخم الدعم المقدم إلى سوريا كذلك من أجل التأثير على حجم التعاطف ومنع تحول الزخم الإنساني إلى بوابة تتقدم من خلالها العلاقات السياسية بين سورية وهذه الدول التي أرسلت المساعدات".

تجدر الإشارة إلى أن الاعتداءات الصهيونية على المطارات في سورية ليست بالجديدة ففي مطلع يناير/كانون الثاني الفائت استهدف العدو مطار دمشق الدولي وخرج عن الخدمة لأيام ، وسبق ذلك في العام الماضي اعتداءات مماثلة على مطاري دمشق وحلب، فيما يبدو اليوم يستكمل العدو هذه الااسترتيجية التي انتهجتها لسنوات ضد منشآت حيوية منها ميناء اللاذقية التجاري في محاولة لتأخير التعافي السوري بعد سنوات الحرب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=92324