نافذة على الصحافة

زمن القطيعة ولّى


تحولت علاقات الدول العربية مع سورية تحولاً كبيراً منذ كارثة الزلزال، فمنها من أظهرها إلى العلن، ومنها من عدل عن قطيعته، ولعل أبرزها جمهورية مصر العربية التي كانت تربطها وحدة مع سورية والتي انتقلت من التنسيق الأمني غير المعلن إلى التواصل المباشر.
 
ورأى علاء حلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن مصر عبرت من البوابة الإنسانية نحو رفع مستوى علاقتها مع سورية، ولعل زيارة وزير الخارجية المصري إلى سورية ولقاءه لرئيس الأسد تفتح فصلاً  جديداً في العلاقات السورية – المصرية. 
 
وقال الكاتب: الزيارة التي حاول شكري إضفاء الطابع الإنساني عليها، عبر تأكيده أكثر من مرّة أنه جاء ليعلن تضامُن بلاده مع سورية على خلفيّة الزلزال المدمّر تتزامن مع حَراك عربي على مستويات عدة، تلعب فيه كل من الإمارات وسلطنة عُمان دوراً بارزاً لتقريب وجهات النظر، والتوصل إلى صيغة مناسبة لجميع الأطراف تعود من خلالها دمشق إلى لَعِب دورها الاستراتيجي... ونقَل الوزير المصري خلال لقائه الرئيس الأسد رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد فيها الأخير تضامُن مصر مع سورية، واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، واعتزازه بالعلاقات التاريخية بين البلدَين، وحرْص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك، وردّ الأسد على ذلك بشُكر الضيف المصري، وإبداء حرْص سورية على الصلات مع مصر «في إطار السياق الطبيعي والتاريخي»، معتبراً أن «العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام».  
 
وأضاف الكاتب: أبدت سورية مرّات عديدة،خلال تصريحات أطلقها الرئيس الأسد والوزير المقداد تفهّمها لموقف بعض الدول التي تتواصل مع سورية بشكل غير علني بسبب الضغوط الغربية والأميركية، وهو ما يمكن أن ينطبق على مصر، التي مرّت بظروف اقتصادية وسياسية صعبة خلال الأعوام الماضية، شكّلت عائقاً أمام اتّخاذ خطوات «انفتاحية» كبيرة.  
لكن هذه الظروف يبدو أنها بدأت تتحوّل خلال الأشهر القليلة الماضية في ظلّ مبادرات عربية عديدة بقيادة الأردن والإمارات وسلطنة عُمان لكسر الجمود السياسي، شكّلت التداعيات الكارثية للزلزال فرصة للمضيّ بها قُدُماً، وفتْح الباب أمام مصر التي بادر رئيسها فور وقوع الكارثة إلى الاتّصال بالرئيس الأسد، والإيعاز بإرسال مساعدات عبر الجوّ والبحر، وتُنبئ التحرّكات العربية بأن الانفتاح المصري يندرج في إطار نشاط عربي واسع النطاق لا يستثني الرياض، التي أعلن وزير خارجيتها فيصل بن فرحان تغير موقف بلاده من سورية، مشدداً على ضرورة التواصل مع دمشق التي من المنتظر أن يزورها خلال الأيام المقبلة. 
 
 
وختم الكاتب: على الرغم من الانفتاح المتواصل لعواصم عربية على دمشق، سواءً قبل الزلزال أو بَعده، تُواجه هذه الخطوات معوّقات عديدة واختبارات صعبة، أبرزها الموقف الأميركي الرافض، والتهديد بالعقوبات الأميركية أحادية الجانب المفروضة على سورية، بالإضافة إلى امتلاك واشنطن أوراق ضغط عديدة قد تبادر إلى استخدامها خلال الفترة المقبلة.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=92184