نافذة على الصحافة

دمشق ترحب بكم


صارت السماء السورية مساراً لطائرات عربية وغربية لا تحمل مساعدات فقط بل سياسيين ودبلوماسيين وبرلمانيين لم ترهم دمشق طيلة أكثر من عقد من الزمن.

فبالتوازي مع زيارة برلمانية عربية هي الأولى من نوعها إلى سورية منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل 12 عاماً، يتواصل العمل على مسارات عديدة، بعضها يتعلّق بالمحيط العربي وبعضها الآخر بأنقرة المتحمّسة للتطبيع مع دمشق.

ويرى علاء حلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أنه في وقت بدأت تَظهر فيه مؤشّرات إلى خروقات في جدار الممانعة الغربية ضد دمشق، تترسخ القناعة لدى العديد من الأطراف المعنية بعدم إمكانية المضيّ في مسارات أثبتت عدم جدواها طوال أعوام الأزمة، وأن الحلّ يكمن في التواصل التدريجي مع الحكومة السورية.

وقال الكاتب: في زيارة هي الأولى من نوعها، حطت وفود برلمانية من ثماني دول عربية في العاصمة السورية، يقودها رئيس "الاتحاد البرلماني العربي"، رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، وتجيء الزيارة التي منحتْها دمشق مظاهر احتفالية خاصة، وأجواء استقبال رسمية، وتَخلّلها لقاء أجراه الرئيس بشار الأسد بأعضاء الوفد، في وقت يعود فيه الدفء إلى صِلات سورية بدول عربية عدة كانت العلاقة معها فاترة، أبرزها السعودية التي تخوض سلطنة عمان والإمارات دور وساطة لإعادتها إلى دمشق قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض، وتَجري تحضيرات لزيارة منتظَرة لوزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، إلى العاصمة السورية.

وتابع الكاتب: وإلى جانب المملكة، تبرز مصر التي تستعد لأن تخطو خطوات واسعة تجاه سورية عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأسد معزياً بضحايا الزلزال، وتَرافق مع بدء القاهرة بإرسال حزمة مساعدات إغاثية، ما زال بعضها يصل عبر البحر والجو بين وقت وآخر، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق.

وأضاف الكاتب: في حين كانت العاصمة السورية تحتضن الوفود البرلمانية العربية، أعلن الأردن البدء باستكمال عمله على مبادرته للحل في سورية، إذ بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره البريطاني جيمس كليفيرلي خلال اتّصال هاتفي الأزمة السورية، وسبل تنشيط مبادرة "خطوة مقابل خطوة"، التي يعوّل عليها المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن لإحداث خرق في المشهد، علماً أنها تقضي بتخفيف القيود عن دمشق بشكل تدريجي مقابل خطوات محددة من الأخيرة، تترافق مع انخراط عربي مباشر في الحوار مع الحكومة السورية، ويأتي التحرّك الدبلوماسي الأردني المتجدد مدفوعاً على ما يبدو بتزكية من سورية التي زارها الصفدي في الخامس عشر من شهر شباط الحالي، والتقى رئيسها. كذلك، كثّفت موسكو تحرّكاتها الدبلوماسية لتنشيط المسار السوري – التركي للتطبيع بين البلدَين، بعدما تعرّض لتجميد مؤقّت بسبب الزلزال.

وختم الكاتب: من شأن تحقيق تقدّم إضافي على هذا المسار أن يفتح الباب أمام مشهد سياسي وميداني جديد في سورية، تتحوّل فيه تركيا من طرف في الحرب إلى شريك في الحلّ، بما من شأنه أن يحقّق للطرفَين مصالح عديدة، سواء استعادة سورية مناطق خارجة عن سيطرتها في الشمال السوري، وفتح معابرها الدولية أمام حركة الترانزيت، أو تخلّص تركيا من أزمة اللاجئين السوريين، وتأمين حدودها الجنوبية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=92167