وجهات نظر

الاحتلال الأميركي يتحمل مسؤولية مجزرة السخنة

أحمد ضوا


تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن العدوان الإرهابي الوحشي الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي على مدنيين يسعون وراء رزقهم في جمع فطر “الكمأة” قرب منطقة السخنة في البادية السورية والذي أدى إلى استشهاد ٥٣ مدنيا وجرح آخرين.

 

من المعلوم للجميع أن الاحتلال الأميركي منع الجيش العربي السوري من استكمال تطهير كامل البادية السورية وريف دير الزور الشرقي والجزيرة من فلول هذا التنظيم عبر استهداف الطائرات الأميركية لوحدات الجيش السوري خلال ملاحظته لأفراد التنظيم بعد تطهير مدينة دير الزور منهم في 2017.

 

وكذلك الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لأنها لم تقم بالقضاء على التنظيم في أماكن سيطرتها وتعمل على توظيف تحالفها غير الشرعي لإطالة أمد الحرب الإرهابية على الشعب السوري.

 

وأيضا تتحمل واشنطن المسؤولية عن هذه الجريمة الدموية لأن قواتها تقوم بتدريب عناصر التنظيم في قواعدها في الجزيرة السورية وفي قاعدة الأنف ودفعه لشن الاعتداءات على وحدات الجيش السوري والحافلات وعلى المدنيين الذي يقيمون في البادية السورية أو على أطرافها.

 

من المؤكد أن القوات الأميركية بإمكانياتها وتوظيفها للتنظيم كانت تعلم بتحرك فلوله منطقة السخنة التي كان يتواجد فيها المدنيون خلال بحثهم عن “الكمأة” وبارتكابهم هذه المجزرة ولم تحرك ساكنا، وهذا يعد مشاركة فعليه في ارتكاب هذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة عشرات المدنيين.

 

إن هذا التعاون الإرهابي بين فلول داعش والاحتلال الأميركي في ارتكاب المجازر بحق المدنيين يجري في العلن ولم تعد تنطلي الأكاذيب والدعاية الأميركية عن محاربة داعش على أحد في ظل تحرك عناصر التنظيم بحرية في مناطق الاحتلال الأميركي.

 

لا يمكن للولايات المتحدة التهرب من هذه المسؤولية فمجموعات داعش تنطلق من الأماكن الجغرافية التي تحتلها وأي تبريرات لا معنى لها في ظل المعلومات والإفادات الموثقة عن قيام الجنود الأميركيين في قاعدة التنف بتدريب عناصر التنظيم وتزويدهم بالمال والسلاح، إضافة إلى تعيين قادتهم وعزلهم في نفس الوقت.

 

لا يستبعد قيام واشنطن بدفع داعش لارتكاب هذه المجزرة لتحويل الأنظار عن دورها السلبي في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال في سورية جراء الحصار الاقتصادي الذي تفرضه على الشعب السوري.

 

يشرع صمت الأمم المتحدة والكثير من دول العالم على توظيف الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية الباب أمام وقوع الكثير من الهجمات الدموية على المدنيين في كل أنحاء العالم، وبالتالي احتمال قيام بعض الدول باستخدام هذا الأسلوب الإرهابي.

 

إن الرد على هذه المجزرة يجب أن يكون قويا وحاسما وهذا ما سيتكفل به الجيش العربي السوري الذي استغل التنظيم انشغاله بعمليات الإغاثة وإنقاذ ضحايا الزلزال وقام بهذا العمل الإرهابي الدامي بدعم وتخطيط من الاحتلال الأميركي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=91977