الإعلام تايم || باسم بدران 

 

للمرة الأولى منذ سنوات يشهد الدوري الألماني زحمة في قمة لائحة الترتيب مع انتصاف الموسم، حيث لا تبتعد الأندية السبعة الأولى عن بعضها البعض بأكثر من ثماني نقاط، مع الإشارة إلى أن مرحلة الذهاب من الموسم الحالي شهدت غزارة تهديفية غير مسبوقة في الألفية الثالثة من خلال تسجيل 501 في 153 مباراة، علماً ان المرة الأخيرة التي تم من خلالها تخطي عتبة الـ500 هدف كانت في موسم 1991-1992 وكانت بطولة الدوري تضم حينها 20 فريقاً، أي أن الأمر تم من خلال 19 جولة وليس 17 جولة.

الترقب لبطولة الدوري كان كبيراً بالنسبة جماهير البوندسليغا وخاصة بعد الخروج المدوي للمنتخب الألماني من الدور الأول لبطولة كأس العالم وذلك للمرة الثانية على التوالي، لكن فترة الانتقالات الشتوية بالنسبة لأندية الدوري الألماني لم تكن نشطة إذ لم يزد حجم الإنفاق العام عن 64 مليون يورو مقابل 47 مليون يورو كمداخيل للأندية من الصفقات التي تم إجراؤها.

وهو رقم يبدو ضعيفاً جداً ويعكس القدرة الشرائية المترهلة لأندية الدوري الألماني مقارنة ببقية الدوريات الكبرى في القارة الأوروبية، وخاصة الدوري الإنكليزي، إذ تكفي الإشارة إلى أن تشلسي الإنكليزي وحده أنفق أكثر من 190 مليون يورو في الميركاتو الشتوي أي نحو ثلاثة أضعاف ما أنفقته أندية البوندسليغا مجتمعة.

وكانت صفقة انتقال حارس فريق بوروسيا مونشنغلادباخ السويسري يان سومير إلى بايرن ميونيخ الأكثر استئثاراً بالاهتمام الإعلامي، سيما وأنه حل مكان الحارس العملاق مانويل نوير الذي لا يبدو أنه يعيش أفضل أيامه مع النادي البافاري، سواء بسبب الإصابة أو بسبب التقارير التي تتحدث عن رغبة إدارة النادي في تقليص أجره مع الفريق.. أما أكثر الأندية إنفاقاً فقد كان يونيون برلين الذي استقدم الكرواتي جوسيب يورانوفيتش من سلتيك الاسكتلندي، والفرنسي آيسا ليدوني من فرينسفاروش المجري مقابل 12.5 مليون يورو.

وفي سياق متصل منافسة البايرن على عرش البوندسليغا وإيقاف هيمنته على اللقب المستمرة منذ موسم 2012-2013، تبدو مهمة صعبة بالنسبة لأقرب منافسيه يونيون برلين الذي صعد إلى مصاف الدرجة الأولى قبل 4 سنوات، على الرغم من أن الأخير قدم موسماً مميزاً للغاية واستهل العام 2023 بثلاثة انتصارات متتالية لتجعله الفريق الأكثر تحقيقاً للانتصارات هذا الموسم، أما لايبزغ الذي يحتل المركز الثالث حالياً برصيد 35 نقطة بفارق نقطتين عن البايرن فقد برهن على أنه الأقدر على منافسة النادي البافاري، بعد أن عرف تحولاً كبيراً في النتائج منذ قدوم مدربه الألماني ماركو روزه في شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، حيث حصد معه 30 نقطة في 13 مباراة، مقابل خمس نقاط في خمس مباريات مع المدرب السابق دومينيكو تيديسكو..

أما بوروسيا دورتموند والذي اعتاد على لعب دور المنافس لبايرن في السنوات الأخيرة، فقد بدا بعيداً عن مستواه المعهود هذه السنة وخاصة بعد ان فقد خدمات نجمه النرويجي إيرلينغ هالاند ومن قبله الإنكليزي جادون سانشو، حيث افتقد إلى عاملي الاستقرار الإداري والفني على حد سواء، علماً ان تواجده في مسابقة دوري الأبطال ومواجهته لفريق تشلسي في دور الـ16 قد تؤثر على قدرته التنافسية، وتجعله يهدر بعض النقاط، الأمر الذي يجعل الكثير من المراقبين يعتقدون أن دورتموند سيكتفي بمحاولة التواجد ضمن الأربعة الكبار في نهاية الموسم.