عالم الرياضة

تجاذبات أركان الكرة الإيطالية تتصدر العناوين من جديد


الإعلام تايم || باسم بدران

 

بعد 16 عاماً من فضيحة الكالتشيوبولي التي هزت أركان كرة القدم الإيطالية بشكل عام، ونادي يوفنتوس (أكثر أنديتها تتويجاً بالألقاب المحلية).. عادت قضايا الفساد لتتصدر المشهد مجدداً بعد أن قضت المحكمة الفيدرالية الإيطالية معاقبة نادي السيدة العجوز ومسؤوليه السابقين في قضايا تتعلق بما سمي: (المكاسب الرأسمالية غير الشرعية)..

 

فأصدرت محكمة الاستئناف تقرير مكون من 374 صفحة تبرر فيه دوافعها لخصم (- 15 نقطة) وبحسب التقرير ، وحسب زعمهم: يوفنتوس إرتكب مخالفة رياضية خطيرة ومتكررة بإخفاء فواتير ومستندات ذات أهمية لإظهار ميزانية الفريق، وتثبت الإجراءات ان هناك نية لدى اليوفي لارتكاب هذه المخالفات وان هناك أدلة ثابتة (مكالمات هاتفية مسربة ) تتعلق بالتدخلات لإخفاء المستندات وحتى التلاعب بالفواتير ولفترة طويلة من الزمن.
والثغرة في الجهة المقابلة "رغم وجود 374 صفحة عن مخالفات اليوفنتوس الرياضية الا انه لم يتم ذكر اي نص قانوني تم تجاوزه او مخالفة".

 

فجاء البيان الرسمي من اليوفنتوس:" لقد قرأ نادي يوفنتوس وفريقه القانوني بعناية وسيحللون بعمق المبررات المنشورة مؤخرا فيما يتعلق بقرار محكمة الاستئناف الفيدرالية ، هي وثيقة يمكن التنبؤ بها من حيث المحتوى في ضوء القرار الثقيل ، لكن أفسدتها مخالفات واضحة ومبررات غير منطقية وليست واضحة ولا أساس لها من حيث القانون ، والتي ستعارضها الشركة من خلال تقديم استئناف إلى مجلس الضمان في CONI ضمن المواعيد المحددة."
و دعم البيان سانتورو الرئيس السابق لمحكمة الإتحاد الدولي لكرة القدم بتصريحه:" قرأت حيثيات الحكم بالكامل فوجدت انه لا يمكن ابدا الحكم على احد بما يخص المكاسب المالية بالتجسس على الهواتف او بالشهود، لانه بهكذا نوع من القضايا يجب ان تؤخذ استشارات فنية دقيقة وهذا لم يحدث ، ولم ار لائحة اتهام واضحة في كل الحيثيات بالصفحات".

 

وكانت قضت المحكمة قبل أيام بخصم 15 نقطة من رصيد اليوفي في بطولة الدوري، وإيقاف عدد من مسؤوليه السابقين كرئيس النادي أندريا أنييلي، ونائبه بافيل ندفيد عن ممارسة أي عمل رياضي لفترات متفاوتة.
وجاءت هذه القرارات بعد أسبوع واحد من الهزيمة المدوية التي تعرض لها الفريق أمام نابولي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، والتي أوقفت سلسلة من ثمانية انتصارات متتالية مكنت اليوفي من الوصول إلى المركز الثاني على لائحة الترتيب، ومنحته فرصة للدخول إلى المربع الذهبي والمنافسة على اللقب بعد بداية متعثرة وبطيئة.. فتراجع الفريق إلى المركز العاشر برصيد 22 نقطة بعد حذف النقاط الـ15 وبات يعني غياباً محتملاً عن المشاركات الأوروبية في الموسم المقبل.

 

وبحسب تقارير إعلامية فإن اليوفي قد يواجه خطر الاستبعاد من البطولات الأوروبية خلال الفترة المقبلة، إذا ما ثبت الاستئناف الإيطالي عقوبته، حيث من المنتظر ان يتم استبعاد يوفنتوس من جميع المسابقات القارية لمدة ثلاث سنوات بداية من الموسم المقبل، وهذا ما يعني حرمان الفريق من عوائد مالية مهمة، كما ان ذلك سيعقد من مهمة الفريق في جذب لاعبين جدد من اجل تسجيل العودة لاحقاً إلى هذه البطولات..


وفي سياق متصل فقد أشارت شبكة (لو سبورت 10) أن العقوبة الأخيرة وتداعياتها قد أحبطت أي احتمال لقدوم الفرنسي زين الدين زيدان لتدريب اليوفي خلفاً للمدرب الحالي الإيطالي ماسيمليانو آليغري..


ووفقاً للشبكة نفسها فإن إدارة اليوفي كان يفكر جدياً بالتفاوض مع لاعبه الأسبق لخلافة آليغري في نهاية الموسم الحالي، خاصة بعد أن تم تجديد عقد ديدييه ديشامب مع منتخب الديوك، إلا أن قضية التلاعب بأوراق الصفقات المالية بخّرت كل أمل ممكن بتولي (زيزو) مهمة تدريب فريق السيدة العجوز.

 

وأعادت هذه العقوبة للأذهان ما حصل في صيف العام 2006 عندما قضت المحكمة آنذاك بسحب لقبين من اليوفي وهبوطه إلى دوري الدرجة الثانية (سيرا بي) وحذف 30 نقطة من رصيده.. ورغم العودة السريعة إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، إلا أن الفريق عانى لعدة سنوات قبل ان يتمكن من المنافسة مجدداً على الألقاب، وتحديداً تحت إشراف إدارته السابقة التي شرعت ببناء ملعب جديد للفريق، وتغيير العلامة التجارية له، إيذاناً ببدء حقبة جديدة، عرفت هيمنة اليوفي على لقب السكوديتو لتسع سنوات متتالية.


وفيما قدم اليوفي استئنافاً بشأن القرار الصادر بحقه، فإنه من غير المنتظر أن يتم إلغاء أو تخفيف العقوبة الصادرة، بعدما ثبت بالدليل القاطع أن إدارة النادي نشرت معلومات مالية غير صحيحة وأصدرت فواتير لمعاملات غير موجودة خلال العامين 2018 و 2021.


كما ذكرت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن يوفنتوس وكريستيانو رونالدو قد توصلا إلى اتفاق في العام 2020  من أجل التنازل عن الأجر الخاص باللاعب لمدة أربعة أشهر في إطار المساعدة للتخفيف من الوطأة المالية التي عانى منها النادي، لكن الواقع كان يشير إلى توقيع اتفاقية بتأجيل دفع ما قيمته أربعة أشهر من راتب اللاعب البرتغالي، علماً ان ما ورد في هذه الوثيقة لم يدرج في قوائم المدفوعات للميزانية السنوية وهذا ما يعد شكلاً من أشكال الاحتيال الضريبي، إذ أخفى اليوفي هذه الوثيقة التي تكشف عن الاتفاق مع رونالدو بأن يتم دفع مبلغ 19.8 مليون يورو مقابل أجره في أربعة أشهر.. كما قال يوفنتوس إنه وافق على تخفيض رواتب لاعبيه لتخفيف وطأة الوضع الاقتصادي الناتج عن جائحة كورونا، لكن مكتب المدعي العام اكتشف أن الاتفاقية لم تكن تنازلاً عن الرواتب، بل كانت تأجيلاً لدفعها، علماً ان هذه المبالغ لم تظهر في ميزانية تلك السنة، وهو ما اعتبره مكتب المدعي العام جريمة احتيال على الضرائب.

 

رئيس نادي يوفنتوس المستقيل أندريا أنييلي نفى مزاعم التلاعب والاحتيال الضريبي المزعوم، وذلك على خلفية تسجيل النادي خسارة قياسية بلغت 254.3 مليون يورو في السنة المالية 2021-2022، لكنه شدد في الوقت نفسه في خطاب أخير موجه إلى مساهمي النادي، على أنه لا يزال يدعم بقوة خطة إقامة دوري السوبر الأوروبي، والذي يرى الكثيرون أنه السبيل الوحيد لانتشال الأندية فعلياً من أزماتها المالية، وتحديداً في إيطاليا.

 

وبغض النظر عن قرار محكمة الاستئناف فقد أكد المدرب ماسيمليانو آليغري أنه لا زال يتعين على الفريق الفوز مباراة بعد أخرى وعدم الاستهانة بأية مباراة لأن الفرصة لا تزال موجودة من أجل احتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، إضافة إلى أن الفريق لا زال متواجداً في مسابقتي كأس إيطاليا والدوري الأوروبي، حيث يواجه لازيو في ربع نهائي مسابقة الكأس، فيما يواجه نانت الفرنسي في دور الـ32 لمسابقة اليوروباليغ.


وقال أليغري: (يجب ان نقوم بواجبنا داخل المستطيل الأخضر، لأن الحكم النهائي لمحكمة الاستئناف سيكون في غضون شهرين، ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نصل إلى هناك في حالة ندم لعدم قيامنا بما كان علينا القيام به)..

إدارة نادي يوفنتوس الجديدة برئاسة جيانلوكا فيريرو قررت منح خصم قدره 15% على تذاكر المباراة القادمة للفريق وذلك لتشجيع الجماهير على القدوم إلى ملعب آليانز يوفنتوس من اجل الاتحاد في وجه ما وصفه (لاعدالة القرارات) التي اتخذت بحق الفريق.


ولغاية فترة التوقف الدولي المقبلة في العشرين من شهر آذار/مارس المقبل، يخوض اليوفي ثماني مباريات في بطولة الدوري، سيكون أبرزها مواجهة كل من روما والانتر خارج قواعده، علماً ان هذه الفترة ستتضمن مواجهة لازيو ونانت أيضاً..  سيكون اليوفي بحاجة إلى تحقيق أكبر قدر من النقاط من اجل تجاوز محنته الحالية، علماً أن حذف النقاط قد صب في مصلحة أندية أخرى من قبيل نادي ذئاب العاصمة الذي ارتقى إلى المركز السادس برصيد 34 نقطة، وهو ما يعني ان الفوز في المباريات القليلة المقبلة قد يجعل روما في مركز المطاردة الأول خلف نابولي متصدر اللائحة..
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=54&id=91662