نافذة على الصحافة

هل يسقط أردوغان من بوابة دمشق؟


لم يتوقف الدور الأمريكي في الحرب ضد سورية على الرغم من استقرار الأوضاع الأمنية منذ سنوات، فواشنطن التي راهنت على سقوط الدولة السورية لا تفوت فرصة لتكمل دورها التخريبي وتكسر الأرض الصلبة التي تقف عليها الدولة السورية، ورأت الدكتور حسناء نصر الحسين في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن واشنطن استخدمت كل مخططاتها من الألف إلى الياء واستعانت بقتلة أتت بهم من مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها محولة الجغرافية السورية إلى بؤرة تجمع فيها إرهابيو الكون ومشغلوهم من استخبارات وجيوش وعدة وعتاد إلا أن الأرض الصلبة السورية حافظت على صلابتها وعزيمتها.
 
وقالت الكاتبة: بالنظر إلى نتائج هذا العدوان ونحن على أعتاب العام الثاني عشر وما حققته سورية من انتصارات استراتيجية بدءاً من التفاف القاعدة الشعبية حول قيادتها والمساهمة في دحر الإرهاب وتحرير مساحات كبيرة من رجسه واستراتيجية القيادة بتجميع هؤلاء القتلة على الحدود السورية التركية وما لهذا من ارتدادات على الداخل التركي صاحب الباع الأطول في إدخالهم الى سورية وقلق الشعب التركي من دخول هؤلاء الظلاميين إلى ديارهم بالإضافة لملف اللاجئين السوريين الذي راهن عليهم النظام التركي عبر تحويلهم لورقة ابتزاز خارجية كل هذه الملفات دفعت بالنظام التركي وهو على أعتاب انتخابات جديدة إلى الهرولة باتجاه الرئيس الأسد مستجدياً عودة العلاقات التركية مع سورية لما لها من انعكاسات على مزاج الناخب التركي، وهذا ما أكده موقع المونيتور الأمريكي الذي تناول موضوع تطبيع العلاقات التركية السورية قائلاً إن تطبيع العلاقات مع دمشق يفيد أردوغان في الانتخابات بالنظر إلى أن ما يقارب ٦٠% من الجمهور التركي يدعم الحوار مع الأسد على أمل  أن تسهل استعادة العلاقات عودة اللاجئين.
 
وأضافت الكاتبة: تحول موضوع تطبيع العلاقات التركية السورية إلى برنامج انتحابي بين حزب العدالة والتنمية والأحزاب التركية المعارضة التي وجهت أكثر من مرة طلباً لمقابلة الرئيس الأسد فالكل في الداخل التركي يعي أن الرئيس الأسد الذي سعى النظام التركي بكل قوته إلى إسقاطه هو بيضة القبان في الانتخابات التركية المرتقبة فمن يحصل على صورة المصافحة حصل على صوت الناخب التركي ولولا صمود الرئيس الأسد والشعب والجيش ودعم الحلفاء ما كنا لنرى هذه المشهدية من استماتة العثمانيون الجدد لتطبيع العلاقات مع الأسد التي كان آخرها البارحة عبر اتصال هاتفي بين الرئيس التركي أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي ناقش فيه تطبيع العلاقات مع دمشق وأهمية عودتها إلى مسارها الطبيعي.
 
وختمت الكاتبة: المطلب التركي مرهون بعودة الجغرافيا السورية إلى ما كانت عليه قبل مرحلة العدوان على سورية حيث لم يكن هناك قوى إرهابية ولا احتلالية لجيش النظام التركي، وهذا ما أكده وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وهذه ثوابت سورية لا تنازل عنها، هذه ثوابتنا الوطنية لا تنازل عن شبر من الأرض ولا عن ذرة تراب، لا مصافحة بدون تنفيذ مطالب دمشق المحقة التي تدرك أن السلام بوجود الاحتلال استسلام وهذا غير موجود في مفردات الدولة السورية.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=91347