نافذة على الصحافة

دمشق: لا تقارب حتى تحقيق الشروط


لا تكف واشنطن عن وضع العراقيل في طريق التقارب السوري – التركي، إذ تجد في ذلك التقارب تهديداً يتجاوز وجودها غير الشرعي في الأراضي السورية، ومع ذلك فإن المشي على ذلك الطريق لا يزال بطيئاً، فبعكس الاستعجال التركي لا تزال دمشق تنتظر وتبدي تأنياً، وإن بدا الطريق سالكاً في ظلّ الحديث عن لقاء سيَجمع وزيرَي خارجية البلدين، فإن ردّة الفعل السورية المتأنّية بينت -بحسب مقال لعلاء حلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية- وجود مطبات عديدة في هذا الطريق، تتطلّب مزيداً من الوقت من أجل إزاحتها.

 

وقال حلبي:  في أول تعليق رسمي من أعلى مستوى في البلاد على هذه القضية شدد الرئيس بشار الأسد خلال استقباله ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق على أن اللقاءات التي تجري مع أنقرة، بوساطة روسية "يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبَق بين سورية وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي نريدها من تلك اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب، المبنيّة على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب"، في ما يؤشّر إلى تمسّك دمشق بمطلبها الرئيس من أنقرة، والمتمثّل في خروج الجيش التركي من الشمال السوري، ووقْف دعْم "الفصائل المسلحة".

 

وأضاف الكاتب: جاء حديث الرئيس الأسد بعد ساعات من خروج تسريبات حول موقف دمشق من عقد اجتماع بين وزيري خارجيتي البلدين، كانت أعلنت أنقرة تطلّعها إلى إتمامه منتصف الشهر الحالي، إذ أوضحت الحكومة السورية، على لسان مصدر رسمي رفيع المستوى، أن موعد اللقاء لم يُحدَّد بعد، بسبب رفض دمشق عقْده قبل تحديد الأهداف المرجوة منه، وفي مقدمتها انسحاب الجيش التركي من كامل الأراضي السورية، بالإضافة إلى رفضها استثماره في العملية الانتخابية التركية، والتي يشكل الملف السوري أحد أبرز عناوينها الدعائية. وفي أعقاب هذا التوضيح، أعادت تركيا تقويم موقفها، ليَخرج وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، بتصريحات جديدة تحدث فيها عن إمكانية اجتماعه بنظيره السوري مطلع الشهر المقبل، وهو اجتماع قد تنضمّ إليه الإمارات، أو قد يُعقد على أراضيها، تبعاً للتطورات السياسية اللاحقة.

 


وتابع الكاتب: في هذا الوقت، صعدت واشنطن من حدة تصريحاتها المناهضة لمسارات التقارب مع دمشق، بما لا يستثني الانفتاح الإماراتي، وسط تهديد غير مباشر باستخدام قانون العقوبات الأميركية على سورية (قانون قيصر) من أجل عرقلتها. ويأتي ذلك فيما من المنتظر أن يلتقي وزير الخارجية التركي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن لمناقشة قضايا عدّة على رأسها التطبيع مع دمشق. ويجيء هذا اللقاء بعد سلسلة اجتماعات أمنية ودبلوماسية أجراها مسؤولون من البلدَين خلال الشهر الماضي، طرحت خلالها واشنطن خطّة مضادة للخطّة الروسية، تهدف إلى تثبيت ما تسمى "الإدارة الذاتية"، وفتْح قنوات تَواصل بينها وبين أنقرة بشكل مباشر، بالإضافة إلى محاولة تحقيق إنعاش اقتصادي متوازٍ في مناطق "الذاتية" ومناطق سيطرة تركيا في الشمال السوري، بما يسهّل انفتاح بعضها على بعض.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=91264