نافذة على الصحافة

سورية تحت الضوء مجدداً


ما إن تخرج سورية من دائرة الضوء حتى تعود إليها، وتكثر عند كل قضية التحليلات والنقاشات، ففيها وحولها -كما رأى كمال خلف في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم- سيل من التصورات، والأسئلة وأحياناً الشطحات والخزعبلات والشعوذة الصحافية التي ما إن تنطلق من مكان ما حتى تصبح تماثل الحقائق، ويبني عليها محللون وكتاب تصوراتهم لماهية المرحلة المقبلة.

 


وقال خلف: أثار المشهد في سورية الانتباه مؤخراً نظراً للحراك الدبلوماسي الذي طرأ عليه تمثل باللقاء الذي جمع وزراء دفاع “سورية وتركيا وروسيا” في موسكو وزيارة وزير الخارجية الاماراتي “عبد الله بن زايد” إلى دمشق بعد هذا اللقاء الثلاثي بأيام وما سبق كل ذلك من وصول وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يحمل رسالة لم يكشف حتى الآن عن مضمونها أو الجهة المرسلة، وتسبب كل ذلك بازدحام في التوقعات والتحليل وتكهنات حول المسارات، وأحياناً تخيلات نعتقد أن لا أساس لها وأنها باتت الآن تشبه المسلمات لدى الرأي العام.

 

وتابع الكاتب: العلاقات السورية التركية تشهد حراكاً بلا شك، والأتراك جادون في عقد اللقاءات ومستعجلون بعقد القمة بين الأسد وأردوغان، لكن المعضلة الرئيسة ليست في ذلك، إنما في مدى الاستعداد التركي لتوفير متطلبات سورية الملحة. دمشق تفحص النتائج الممكن الاتفاق عليها أكثر من اهتمامها بموعد القمة... صحيح أن وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” صرح حول إمكانية عقد لقاء ثلاثي على مستوى وزراء خارجية “سورية وروسيا وتركيا” منتصف هذا الشهر، وأن هناك من جزم في ضوء هذا التصريح، وبناء على زيارة “عبد الله بن زايد” إلى دمشق أن الاجتماع سوف يعقد في أبو ظبي، لكن أعتقد أن هذا لن يحدث. وأستبعد إمكانية عقد لقاء ثلاثي على لوزراء الخارجية منتصف هذا الشهر، والأرجح أن الاجتماعات العسكرية سوف تستمر إلى حين نضوج مرحلة الانتقال إلى لقاء على مستوى سياسي. أما دعوة الإمارات لعقد هذا الاجتماع في أبو ظبي أعتقد أن بن زايد لم يطرح ذلك على الأسد من الأساس، وأن الحديث عن ذلك مجرد كهنات أو تخيلات.

 

وأضاف الكاتب: كل هذه التطورات والمواعيد مرهونة بنتائج الاجتماعات التمهيدية، والمسار في بدايته وليس في خواتمه السعيدة، وينتظر الطرفين عمل شاق وبحث في التفاصيل وتذليل صعوبات، بما أنتجته حرب السنوات العشر من تعقيدات في الجغرافيا السورية.. سورية لديها مصلحة استراتيجية في أفضل العلاقات مع تركيا بحكم الجوار والحدود الطويلة والتاريخ المشترك بين البلدين أياً كان من يحكم تركيا، ومن مصلحة تركيا إصلاح العلاقة مع بوابة الشرق وأن تكون مراجعة السياسات العدائية السابقة مراجعة مبنية على قرار استراتيجي وليس في إطار التكتيكات الانتخابية المرحلية، بناء الثقة ليس مستحيلاً لكن يحتاج إلى وقت وجهد ونوايا صادقة والتزام بالعهود والاتفاقات وتنفيذها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=91239