نافذة على الصحافة

ما الغاية من استهداف مطار دمشق الدولي؟


لم يكف العدو الإسرائيلي عن عدوانه بشتى الوسائل وأينما طالت يده المخربة، ومهما تعاقبت أو تعددت أسماء المجرمين في حكوماته، العدوان الأول منذ عودة نتنياهو نفذه العدو على مطار دمشق الدولي الذي عادت حركته إلى طبيعتها بعد إزالة الأضرار الناجمة عن العدوان.
 
ورأى حسام زيدان في مقال نشره موقع العالم أن هذا العدوان جعل المنطقة تدخل في مدار التسخين الأمني، من باب استهداف الاقتصاد السوري وتعطيل رئة دمشق الجوية، وهو ليس أمراً عابراً، فالكيان يعمل على تعطيل الملاحة وخنق دمشق في مطارها، وحرمان الدولة السورية من إيراداته المتصاعدة، فضلاً عن الإيحاء بأنه غير آمن، بالرغم من أنه ظل عصياً على "المجموعات المسلحة" لسنوات، وكان المطار مستمراً في تقديم الخدمات، ويواجه قذائف الهاون المنطلقة من قرى محيطة به في عمق الغوطة الشرقية، ما دفع الجيش في حينها إلى شن عملية لتوسيع رقعة الأمن في محيطه.
 
وقال الكاتب: إن الواضح من تكرار استهداف مطار دمشق الدولي هو دخول مرحلة جديدة من المواجهة، وهي مواجهة بشكل رئيس مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان، الذي لا يمكن أن يستهدف المطار دون الحصول على موافقة سيده الأمريكي، وهي جزء من التنسيق العملياتي على الأرض بين القوات الأمريكية والكيان الإسرائيلي، وهم يعلمون ما سيترتب على هذا الاستهداف من نتائج على المستوى الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي، وأن الكيان الإسرائيلي الذي تبقى مصلحته في خنق الدولة السورية من خلال تعطيل رئتها الجوية ينسق مع الأمريكي في دوره الذي بات رئيسياً بعد فشل "المجموعات المسلحة" بإخراج مطار دمشق عن الخدمة، لذلك تدخل لزيادة الخسائر الاقتصادية للحكومة السورية جراء الحصار، وهذا أمر لا يبتعد كثيراً عن النتائج السياسية والعسكرية جراء العدوان، فهي حزمة متكاملة.
 
وتابع الكاتب: يتفق الجميع في دمشق أن الزيادة الفعلية في عدد شركات الطيران التي باتت تحط في مطار دمشق خلقت جزءاً من انتعاش الحركة الاقتصادية في البلاد، وهذا مؤكد من خلال الإحصائيات الرسمية لوزارة النقل فعدد المسافرين ارتفع بشك ملحوظ بين أعوام 2019 وحتى عام 2021 حيث تشير الأرقام إلى أن الركاب المغادرين من المطارات السورية وصل عددهم إلى 726 ألف مسافر أما عدد القادمين فوصل إلى 657 ألف راكب، أما في عام 2020 فكان عدد المغادرين 282 ألفاً، ووصل عدد القادمين إلى 180 ألف راكب، وارتفع الرقم في عام 2021 إلى 354 ألف راكب مغادر و237 ألف راكب قادم، فيما وصل عدد الطائرات المقلعة والهابطة، إلى 4761 طائرة مقلعة و3982 طائرة هابطة، وسجل عدد ركاب على الطيران السوري الخارجي في عام 2021 على الطيران الخارجي 186 ألف راكب، كل هذه الأرقام تؤكد انتعاش مطار دمشق الدولي، والأكثر من ذلك أن التحسن الملحوظ في عدد الرحلات والركاب، يعني أن هناك قطاعات اقتصادية تعيش انتعاشاً ملحوظاً من صناعة وتجارة وسياحة، يهدف الكيان الإسرائيلي للتأثير عليها من خلال استهداف مطار دمشق الدولي، والوصول إلى شلل في المطار بعد أزمة المحروقات التي تعصف بالبلاد نتيجة الحصار الأمريكي، والعمل على عزل البلاد عن العالم الخارجي، بعد انفتاح عدد كبير من شركات الطيران على الأجواء السورية.
 
وختم الكاتب: أصوات الصواريخ الصهيونية التي سمعت في القرى المجاورة للمطار وحتى أطراف العاصمة دمشق، تؤكد الهدف الحقيقي للكيان الإسرائيلي وهو ضرب عصب الاقتصاد السوري، وهذا العدوان المتكرر على المطارات المدنية، يأتي في ظل مشهد دولي وإقليمي معقد، وما يفعله الكيان يدفع المنطقة إلى التأرجح بين طبول الحرب.
 
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=91010