عالم الرياضة

ضحايا المغرب بعد هيمنة أوروبية دامت 20 عاماً


الإعلام تايم || باسم بدران 

 

أسدلت الستارة على واحدة من أفضل بطولات كأس العالم على التاريخ، من تسجيل للأرقام القياسية على مستوى الحضور الجماهيري وعلى مستوى الأهداف التي بلغت 172 هدفاً، كما وضعت حداً للهيمنة الأوروبية على اللقب المونديال والتي استمرت قرابة عقدين من الزمن، ولأربع نسخ متتالية، عبر منتخبات إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وفرنسا..

وعلى عكس النسختين الأخيرتين اللتين شهدتا تواجداً قوياً للمنتخبات الأوروبية في الدور نصف النهائي، فقد اكتفى منتخبا فرنسا وكرواتيا (بطل ووصيف نسخة روسيا 2018) في بلوغ المربع الذهبي، فيما تساقطت المنتخبات الأوروبية الأخرى خلال أدوار البطولة بدءاً من دور المجموعات، والذي شهد العديد من المفاجآت المدوية.

وتكفل منتخب المغرب الذي بات أول منتخب عربي وافريقي يصل إلى الدور نصف النهائي في إقصاء ثلاث منتخبات أوروبية كان ينتظر منها أن تلعب أدواراً متقدمة في البطولة، حيث كانت البداية من المنتخب البلجيكي (ثاني التصنيف العالمي) والمدجج بأبرز النجوم المنتشرين في كبرى الأندية الأوروبية، فكانت مشاركة منتخب الشياطين الحمر مخيبة للآمال، وانتهت بخروج من دور المجموعات للمرة الأولى منذ مونديال فرنسا 1998.

ولم يكن المنتخب الإسباني أفضل حظاً، فبعد أن سبقته سمعة كبيرة وترشيحات أكبر ليكون من بين المنافسين على لقب البطولة، بفضل التشكيلة الشابة التي وقع عليها اختيار المدرب لويس انريكي والتي قادها إلى المباراة النهائية لبطولة دوري الأمم الأوروبية الثانية، وإلى المربع الذهبي في النسخة الثالثة من البطولة، عاد منتخب لاروخا بخفي حنين، بعد أن اكتفى بانتصار وحيد على كوستاريكا في المباراة الافتتاحية له، والتي شهدت تسجيله لأعلى انتصار في تاريخ مشاركاتها المونديالية، ليتعادل بعدها مع ألمانيا، ويخسر بشكل مفاجئ أمام اليابان، قبل أن تكون الخسارة بركلات الترجيح أمام منتخب المغرب بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للجماهير الإسبانية ووسائل الإعلام التي طالبت بإقالة فورية لانريكي من منصبه، وهو ما حدث بالفعل، حيث تم استبداله بالمدرب لويس دي لافوينتي، مدرب المنتخب الأولمبي الإسباني والذي قاده لإحراز فضية أولمبياد طوكيو صيف العام الفائت.

ولم تكن البرتغال واسبانيا وحدهما من وقع ضحية للإنجاز المغربي الكبير في البطولة، إذ لحق بهما منتخب البرتغال بنجومه الكبار وعلى رأسهم الدون كريستيانو رونالدو، فكان السقوط هذه المرة من خلال الوقت الأصلي للمباراة التي انتهت بهدف دون رد لأسود الأطلس.

وانعكست المشاكل في غرفة الملابس والمشاحنات بين المدرب فرناندو سانتوس ونجمه رونالدو على أداء الفريق في المستطيل الأخضر، فرونالدو الذي وصل إلى المونديال بعد مقابلة إعلامية فجر فيها العلاقة المتوترة أساساً مع ناديه مانشستر يونابتد، كان يدرك أن النسخة الحالية ستكون هي الأخيرة له في مشواره بكأس العالم، ورغم أنه استهلها بشكل جيد بتسجيله هدفاً في مرمى غانا ليصبح أول لاعب في التاريخ يحرز أهدافاً في خمس نسخ مختلفة من بطولة كأس العالم، إلا أن الأمور تعقدت لاحقاً مع توتر العلاقة بينه وبين المدرب سانتوس الذي أجلسه على مقاعد البدلاء في مباراة سويسرا لنحو 80 دقيقة، قبل أن يكرر ذلك في مباراة الدور ربع النهائي أمام المغرب.. وبالرغم من أن الشكوك تحوم حول مستقبل رونالدو الدولي، وإمكانية استمراره مع منتخب بلاده حتى يورو 2024، إلا أن ذلك لم يمنع الاتحاد البرتغالي من اتخاذ قراره بإقالة المدرب فرناندو سانتوس.

القارة الأوروبية ستعرف ارتفاعاً في حصتها المخصصة لها في نسخة العام 2026 التي ستجري في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بحيث ستتمثل بـ 16 منتخباً بدلاً من 13، وبالجهة المقابلة ممكن أن تكون 10 فرق من افريقيا بعد أن كانت مخصص لها خمسة مقاعد، الأمر الذي سيتيح الفرصة أمام كل الكبار فقط بالتواجد في النهائيات التي تطمح جميع المنتخبات للوصول إليها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=54&id=90828