الحدث السياسي

ما جديد "أستانا"؟


لا جديد يذكر بل قديم يعاد، تنطبق هذه المقولة في معظمها على الاجتماع الدولي التاسع عشر بصيغة أستانا حول سورية، إذ جددت الدول الضامنة التزامها بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها والدعوة إلى تنفيذ الاتفاقات الخاصة بشمال البلاد.

 

البيان الختامي للاجتماع تضمن تسعة عشر بنداً تناولت الوضع في سورية ومسار الحل السياسي واجتماعات اللجنة الدستورية وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وضرورة تأمين المساعدات لسورية للشروع في إعادة الإعمار وتجاوز العقوبات والحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ضد سورية وشعبها.

 

ويؤكد ذلك -كما رأى الكاتب الفلسطيني رامي الشاعر في مقال في صحيفة رأي اليوم- حساسية الوضع، وخطورة التوترات، ومدى الجهود المكثفة التي تبذلها مجموعة أستانا لخفض هذا التوتر والحيلولة دون اضطرار تركيا إلى القيام بعملية عسكرية برية على الأراضي السورية، ولمساعدة السوريين في حل أزمتهم.

 

لكن ما لا ينطبق على المقولة المذكورة أعلاه هو الجديد في هذا الاجتماع، وهو تحديداً ما ورد في البند الخامس، فيما يخص الوضع في الشمال الشرقي وتأكيد الأطراف الثلاثة (روسيا وتركيا وإيران) على الحفاظ على السيادة السورية ووحدة الأراضي سبيلاً وحيداً للتوصل إلى سلام واستقرار دائم في هذه المنطقة، ورفض محاولات الانفصال والتقسيم، ورأى الكاتب أن الأهم من كل ذلك هو أن التصعيد في الشمال السوري لا يمكن معالجته إلا بعد التخلص من المرض قبل العرض، والمرض هو خروج الأراضي عن سيطرة السيادة السورية في دمشق، بمعنى أنه يجب عودة السيطرة التامة للحكومة السورية على كافة أراضيها، وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على تلك الأراضي، بعد أن أثبتت وتثبت الوقائع يوماً وراء يوم أن مختلف الأطراف والأجندات الدولية تستغل الظروف، والتوترات، والمناوشات، والتناقضات، والأحلاف، لتحقيق أغراضها السياسية والقومية والأيديولوجية المختلفة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى عمليات إرهابية كتلك التي وقعت في إسطنبول منذ أيام.

 

وتابع الكاتب: المطلوب اليوم هو التهدئة من الجميع، وتخفيف حدة التلاسن والعداء الإعلامي لإتاحة الفرصة للجهود الدولية التي يتم بذلها من أجل تفادي تفاقم الأوضاع الراهنة، وتحول عمليات القصف التركي لمناطق معينة إلى عملية برية واسعة.

 

ويرى الكاتب أن من الضروري أن يتحلى الجميع بضبط النفس، والامتناع عن أي استفزازات، خاصة الإعلامية، لإفساح المجال لجهود من يسعون بصدق إلى تهدئة التوتر السائد بين الجميع في الشمال الشرقي لسورية والعراق، ومنع حدوث أي شرخ في جهود مجموعة أستانا، ونظام التهدئة في سورية، أو جهود إزالة الخلافات داخل العراق.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=90219