نافذة على الصحافة

متى تجنح تركيا إلى لغة العقل؟


يلازم التخبط تركيا هذه الأيام، فالمحاور التي تشعلها مرة بالسياسة ومرة بالاقتصاد وأخرى بالعسكر لم تعد تجني النتائج ذاتها، وإذ تتخبط تركيا في قراءة مستقبل التهديدات التي بدأت تنهش جسدها، رأى خيام الزعبي في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن أهم مشاهد ذاك التخبط هو الانفجار الذي هز منطقة تقسيم الحيوية "قلب إسطنبول النابض". 
 
وقال الكاتب: من الطبيعي أن يعيش النظام التركي في هذه المرحلة بين مطرقة أخطائه وسندان دعمه للتنظيمات المتطرفة الذي ساهمت بتعزيز ارتباك دول المنطقة، وانعكاس ذلك على الداخل التركي، بذلك دخل عامل جديد إلى معادلات الداخل التركي وهو الإرهاب بكل أبعاده والذي بدء يضرب أنقرة، وفي سياق متصل طرح الانفجار التي تعرضت له أسطنبول أسئلة مختلفة حول الأسباب التي تجعل أنقرة هدفاً مركزياً لهجمات الإرهاب، في ظل قلق تركي حقيقي يتعلق بأمنها القومي من هجمات إرهابية محتملة قد يشنها إرهابيون شاركوا التنظيمات المتطرفة القتال في سورية، حيث يرى الكثير من المحللين أن هذا التهديد الأمني المضطرد في تركيا، هو نتيجة لسياسة التخبط  والتردد المتبعة في مواجهة وتوجيه الإرهاب من السلطة التركية، لكن تظهر التطورات الأخيرة بالانتصارات التي حققها الجيش السوري على حساب هذه المجموعات الإرهابية إنقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب، مما شكل تهديدا مباشرا لأمن تركيا الذي يستعد للتصدي لهم. 
 
وأضاف الكاتب: قالت إحدى الصحف الأمريكية إن السلطات التركية وقعت في الفخ الذي نصبته في سورية، فقد فقدت أنقرة كل المزايا في الساحة الدولية والإقليمية وباتت مجريات الوضع في سورية تسير لغير مصلحتها، فسياستها في سورية تبدو يائسة، فقد فشلت خطط وآمال أنقرة في الإطاحة بالحكومة السورية وفرض نظام المتطرفين في دمشق، بعد ان فقدت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا مواقعها بالتدريج في المواجهات مع الجيش العربي السوري وحلفائه... إن الدور السلبي لأردوغان في سورية، لم ولن يكون في صالح تركيا، فمن الخطأ تصور أن بإمكان تركيا أن تنعم بالأمن والاستقرار والطمأنينة، فيما ألسنة النيران تشتعل في سورية، فالتجربة أثبتت أن الأمن القومي لأي بلد من بلدان المنطقة يرتبط ارتباطاً عضوياً مع أمن الإقليم، وأن طريق تركيا نحو الازدهار الاقتصادي يمرّ بالضرورة من دمشق. 
 
وختم الكاتب: إن من الحكمة على تركيا إعادة فتح قناة اتصال مع الحكومة السورية لمكافحة خطر التنظيمات المتطرفة، و أن تبتعد عن لغة التهديد والوعيد وشن الهجمات على سورية، وأن تجنح إلى لغة العقل والمنطق والسلام التي تدعوا إليها الحكومة السورية باستمرار والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإيجاد الحلول السياسية العادلة لكافة المشكلات عن طريق الحوار المباشر، الهادف والبناء الذي يخدم المصالح المشتركة لجميع الأطراف ويحفظ جميع حقوقهم في المنطقة.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=89919