وجهات نظر

لماذا تغيب سورية عن قمة الجزائر؟

عبد العزيز صالح بن حبتور


كتب عبد العزيز صالح بن حبتور في صحيفة رأي اليوم تحت عنوان؛ لماذا تغيب "سورية الصامدة" و"اليمن المقاوم" عن القمة العربية في الجزائر: 
 
منذ أن خططت ونفّذت الدوائر الغربية الرأسمالية الصهيونية لمشروعها الأسود على عالمنا العربي الذي أسموه بـ(الربيع العربي) في العام 2011م، وما زال الشعب العربي من المحيط إلى الخليج يتجرع ويلات هذا المخطط الإجرامي الدموي، الذي أنتج تدمير دول عربية كانت مستقرة كـ “ليبيا، واليمن، وتونس، وجزئياً سورية والعراق، وبروز الحروب الأهلية كظاهرة شملت تلك البلدان، وتحولت هذه البلدان إلى مرتع للعناصر والمليشيات الارهابية في طول وعرض تلك البلدان، وحلَّت الأزمات بمختلف صورها، بما فيها ظاهرة تهجير المواطنين وشحنهم في قوارب الموت والكونتينرات إلى أوروبا وإنبات أخطر مشروع في المنطقة وهو تأسيس ما أسموه “الدولة الإسلامية” في سورية والعراق وتاريخهم على مستوى العالم (داعش). 
 
كل هذه الكوارث الإنسانية تم تحميلها لشعوبنا العربية في كلٍ من العراق، وسورية، واليمن، وليبيا، وتونس، وقبلها أهلنا في فلسطين، ولبنان والصومال، نعم إنه مشروع مُصمم في دوائر الغرب الصهيوني، ونُفِّذ بخسة ودناءة برأس مال عروبي خليجي للأسف. 
 
لكن أشرس فصول المؤامرة تم تنفيذه في الجمهورية العربية السورية والجمهورية اليمنية لسبب بسيط هو أن هذين القطرين العربيين التزما بمبدأ المقاومة ضدّ المشاريع الغربية الصهيونية الإسرائيلية، ولم تنصع وتحتمي تحت المظلة الأمريكية. 
 
لنأخذ الجمهورية العربية السورية كحالة من حالات تطبيق وصفة (الربيع العربي) الصهيونية عليها، ماذا قال حمد بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء إمارة قطر ووزير خارجيتها السـابق في إحدى المقابلات التلفزيونية، قال كُنا في قطر قد تحملنا مسؤولية مشروع إسقاط النظام السوري، وشُكِّلت غرفة عمليات مكونة من دولة قطر، والمملكة السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، نحن الدول الخمس شكلنا غرفة عمليات لإسقاط النظام، وقدمت قطر لوحدها 137 مليار دولار في سبيل إسقاط النظام السوري، لكن الشقيقة السعودية طلبت إعادة تموضع غرفة العمليات وإعادة تشكيل الغرفة آنذاك، وعينت الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز مديراً عليها، لكن الأمير رفض المهمة وقال إن المبلغ المعتمد للمشروع  ليس كافياً، وطلب مبلغ 2 ترليون دولار لكي ينجح المشروع، هكذا أورد حمد آل ثاني وزير خارجية قطر وبلسانه تلك البيانات والمعلومات. 
 
ناهيك عن دور الدبلوماسية القطرية ووسائل إعلامها المتعددة كقناة الجزيرة وبلغاتها المتعددة، والعديد من الطرق والوسائل الموظفة للمشروع الذي خططه لهم (جهابذة البيت الأبيض)، كما اصطفت الدول العربية والإسلامية الواقعة تحت ظلال المشروع الأمريكي الصهيوني من المحيط إلى الخليج في جوقة اوركسترا سيمفونية موحدة خلف العازف الغربي وجميعهم صوب إسقاط النظام القومي العروبي السوري. 
 
تذكروا معي أن جميع الدول الواقعة في محور معاداة الشعب السوري البطل قد وظفت معظم طاقاتها الدبلوماسية، والسياسية، والاقتصادية، والإعلامية، خلف هذا المشروع اللعين بهدف تركيع الشعب العربي السوري ونظامه العربي القومي المعادي للحركة الصهيونية والرافض للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني، ويتذكر القارئ اللبيب كم كانت حجم المؤامرة على سورية وحتى اللحظة: 
 
أولا: تم فتح حدود تركيا من الشمال، والأردن والكيان الصهيوني من الجنوب والبحر الأبيض ولبنان من الغرب، لتسهيل مرور المقاتلين المرتزقة من تسعة وثمانين بلداً حول العالم، بما فيها الدول الأوروبية الغربية وأمريكا، وبلدان القوقاز، لتشكيل فرق عسكرية مقاتلة وصلت للأراضي السورية للالتحاق بالخونة السوريين لتشكيل ألوية وفرق عسكرية لقتل وتدمير الشعب السوري البطل. 
 
ثانياً: تم توفير الأموال الخليجية العربية اللازمة لتمويل تلك الجيوش من المرتزقة والخونة والقتلة، وتم إغداق تلك الأموال للقادة والأفراد لكي يستبسلوا في القتال ضد الجيش العربي السوري. 
 
ثالثاً: تم تجهيز جيش آخر من المحللين والإعلاميين ومراكز التحليل الاستراتيجي في العواصم الغربية مثل لندن، باريس، واشنطن، برلين، أنقره، الرياض، الدوحة وأبوظبي، لتسهيل صناعة الأكذوبة الخبرية والإعلامية والدعائية وتنميقها وتسويقها للرأي العام العربي والدولي. 
 
رابعاً: لعبت الدول العربية المطبعة المتصهينة دوراً قذراً في إخراج حكومة الجمهورية العربية السورية من جامعة الدول العربية، وكانوا يريدون استبدالها بعدد من المرتزقة والخونة التي موَّلتهم، وأرادوا تنصيبها بدلاً عن السلطة الوطنية في دمشق.
 
خامساً: تعرضت الجمهورية العربية السورية لحملة عداء وتضليل من قِبَل الدول الغربية الاستعمارية القديمة الجديدة لطردها من المنظمات الدولية بشكلٍ عام، لولا ثبات وصمود الدبلوماسية السورية البطلة في دحض جميع ترهات الدول المعادية للشعب السوري، وكذلك يرجع للدور الإنساني لدولتي روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية واستخدامهما حق النقض (الفيتو) لكانت سورية اليوم خارج تلك المنظمات الدولية.
 
سادساً: السياسة الإعلامية الماجنة للماكنة الإعلامية الخليجية الموجهة ضدّ الشعب السوري وحكومته الوطنية العروبية البطلة، والعمل القذر لتلك (الإمبراطوريات) الإعلامية التابعة للدول الخليجية المتهالكة أخلاقيا، مثل شبكة الجزيرة، والعربية، والحدث، وسكاي نيوز عربية جميعها سخَّرت كل طاقتها ضدّ سورية البطلة المقاومة. 
 
سابعاً: لعبت جمهورية إيران الإسلامية، وروسيا الاتحادية وحركة المقاومة الإسلامية، في كلٍ من العراق، ولبنان، وفلسطين واليمن، ومن جميع الأحرار في العالم، لعبوا دوراً مهماً ومحورياً في التضامن الإعلامي، والسياسي وحتى العسكري مع عناصر القوة في الشعب العربي السوري ونظامه المقاوم الوطني، ولهذا حدث ذلك الصمود الأسطوري لسورية البطلة، وتمت هزيمة المشروع القذر للغرب “المتأمرك” الصهيوني. 
 
وهكذا انتصر شعبنا السوري وحكومته البطلة ضدّ المشروع الخليجي المتصهين.
 
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=89553