نافذة على الصحافة

النفط والنفط المسروق والازدواجية الأمريكية


تداعيات سلبية على العلاقات الثنائية.. بهذه الكلمات حذر الرئيس الأمريكي من خفض الإنتاج النفطي، لكنها تحذيرات لم تلق آذاناً، إذ أعلنت "أوبك+" التي تضم منظمة "أوبك" وحلفاء من بينهم روسيا عن خطط خفض إنتاج الخام بعد أسابيع من الضغط من قبل مسؤولين أميركيين ضد مثل هذا القرار الذي يثير مخاوف في واشنطن بشأن احتمال ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني، التي يدافع فيها الديموقراطيون عن سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ.


إدارة بايدن مستاءة من قرار تخفيض إنتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل يوميًا. والأهم من ذلك هو حنقها من اتفاق روسيا مع السعودية على القيام بذلك، ويرى علي الزعتري في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن واشنطن تعتقد أن السعودية تمردت وانحازت إلى روسيا، و في واشنطن “إن لم تكن معنا فأنت ضدنا”.

وقال الكاتب: لا يزال النفط المحركَ الذي لا مثيل له للاقتصادات العالمية وهو بضاعة خاضعة لقوى السوق، كما هو لتحولات المناخ وللسياسة، وتضغط الولايات المتحدة دائماً على أوبك للحفاظ على الإنتاج وبالتالي الأسعار عند مستويات لا تضر باقتصادها. وكما نعلم فعند فرض العقوبات على ليبيا القذافي في التسعينيات، تم استبعاد إنتاج النفط الليبي وصادراته من العقوبات بينما مُنع الليبيون من استخدام خطوط الطيران الوطنية الخاصة بهم باستخدام نفطهم وأجواء ليبيا. وفي عالم النفط كل هذا مشروع لأن النفط يدير العالم وتديره قلة قوية، لا سيما الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب: من الواضح أن النفط عندما ينتج بطريقة غير مشروعة ويُنقل عبر الحدود ويباع من غير أصحابه الشرعيين، فإن ذلك يعتبر سرقة في وضح النهار. الولايات المتحدة الغاضبة من اتفاق شرعي في أوبك + بشأن عملية إنتاج ومعاملات نفطية مشروع، تسرق النفط السوري كل يوم وهذا لا يغضبها أو العالم على الإطلاق بل يعتبرونه حقاً مكتسباً... كيف ينتقل النفط من حقول النفط السورية التي تحتلها الولايات المتحدة إلى العراق ليس لغزاً ولكن بعد ذلك، ماذا يحدث له؟ من هم على علم بهذه السرقة لا يعترضون عليها في العواصم أو وسائل الإعلام أو في دوائر الأمم المتحدة ، باستثناء سورية وأصدقائها طبعاً... وزارة النفط والثروة المعدنية السورية أفادت بأن إنتاج النفط للنصف الأول من عام 2022 بلغ 14.5 مليون برميل ، بمتوسط 80300 برميل يومياً. لكنها ذكرت أيضاً أن القوات الأمريكية تسحب 66 ألف برميل يومياً ، أي ما يزيد قليلاً عن 83 في المئة من إنتاج سورية من النفط.
وقال تشو ويلي، مدير معهد الدراسات الشرقية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية إن النفط ينقل إلى العراق حيث يباع لشركات النفط العراقية بسعر أقل، وتستخدم الأموال في دعم "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة وغيرها من "الجماعات المسلحة" في سورية.   

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=89044