وجهات نظر

أمريكا فريسة سهلة في سورية!


خاص|| الإعلام_تايم

يقرئنا التاريخ الحديث دموية السياسة الأمريكية بقدر ما يقرئنا النهاية الطبيعية لتلك السياسة، فالعراق وقبله أفغانستان وغيرهما شواهد لا تزال ماثلة في الذاكرة وأمام العيان تظهر حقيقة أن الاحتلال ومهما طال لا بد أن ينتهي ولا بد للمحتلين أن يخرجوا ويزيلوا الخطر عن وجودهم؛ فهم إما فرائس وإما منهزمون. 
 
وعلى هذا فإن المخاطر التي أحاطت بقوات الاحتلال الأمريكي على اختلاف أماكن احتلالها كان تزداد يوماً بعد يوم، وتلك المخاطر دفعت السياسة الأمريكية إلى إنهاء الاحتلال بصيغ مختلفة، وهذا لا يختلف عما يجري في سورية التي عانت خصوصاً في شرقها وشمالها الشرقي من وجود الاحتلال الأمريكي غير الشرعي فقد باتت قوات الاحتلال تحت مرمى النيران والصواريخ في قواعدها غير الشرعية التي بنتها فوق أراضٍ احتلتها. 
 
الهجوم الأخير الذي استهدف قاعدة غير شرعية للاحتلال الأمريكي في شمال شرقي البلاد كان القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد استهدف هجوم ناري القاعدة وكان دقيقاً بحسب ما ذكر تلفزيون بريس تي في الإيراني وخلّف ضحايا بخلاف ما أعلنه بيان القيادة المركزية الأمريكية الذي أكد عدم سقوط قتلى أو جرحى "من القوات الأمريكية أو الشريكة" ولم تتضرر أي منشآت أو معدات، لكن الحقيقة بحسب برس تي في أن حصيلة الضحايا كان لها تأثير الصدمة الكهربائية وأيقظت الجدل حول فائدة الوجود الأمريكي في سورية، ولهذا أحيت فورين أفيرز الأمر وطالبت الولايات المتحدة بمغادرة سورية لأن جنودها تحولوا إلى فريسة سهلة. 
 
 
المجلة وجهت انتقادات لاذعة لوجود واشنطن العسكري في سورية في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم، وتساءلت عن جدوى إصرار إدارة بايدن على إبقاء القوات الأمريكية في ‎سورية، معتبرة أن المخاطر التي تحيط بتلك القوات تتزايد بشكل متسارع يومًا بعد آخر، وأن واشنطن تتبع المساومة في مواقفها بدل تقويتها.  
 
مساومة واشنطن عبر عنها صراحة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي قال إن الوجود العسكري الأمريكي في سورية هدفه حماية آبار النفط فقط، وهذا صحيح مهما حاولت واشنطن خداع العالم بحجة محاربة الإرهاب ومهما جيّرت لذلك من أحداث كالإعلان مراراً وتكراراً عن اغتيال كبار قادة "داعش" وذلك من أجل خداع الرأي العام لتبرئة أمريكا من الاتهامات التي طالتها بدعم هذا التنظيم الإرهابي، والتغطية على جرائمها التي ارتكتبتها منذ عام 2014.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=89003