نافذة على الصحافة

رهاب الروس وأوروبا المتجمدة


قد يعيد الشتاء القارس الذي وُعدت فيه أوروبا شعوبها إلى رشدهم، ليوقنوا أن محاربة روسيا وعقابها لن تعود عليهم إلا بالبرد والضرر، وليجبروا قادتهم على التعقل في التعامل مع قوة عظمى مثل روسيا الاتحادية.

 

تهديد الرئيس الروسي باستخدام السلاح الاستراتيجي كان رادعاً، ويرى شهاب المكاحلة في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن تطورات الأحداث مع اقتراب فصل الشتاء الذي تمتاز فيه القوات الروسية عن غيرها من جيوش العالم بعشقها للبرد والثلوج في الحروب ستكون بداية تحول العالم من عالم يعتمد الدولار كعملة رئيسة للتعاملات المالية وتسعير السلع الاستراتيجية ومنها النفط والغاز والذهب والمحاصيل الزراعية مثل القمح والذرة إلى نظام آخر موازٍ تماماً تتخلى فيه الكثير من الدول عن ربط عملتها بالدولار بل ستربط عملاتها المحلية بعدة عملات ومعادن ثمينة.

 

وقال الكاتب: الحرب الروسية الأوكرانية جاءت لتغيير العالم من التبعية للغرب وإعادة التموضع، وما يحدث في أوروبا من ارتباك طاقي يمكن الاستدلال عليه بما قالته مستشارة الأمن القومي الأميركي ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس حين قالت في مقابلة تلفزيونية إن على أوروبا أن تبدأ بالتفكير جدياً بإيجاد بديل للغاز والنفط الروسيين. كانت تلك الرسالة قبل أكثر من ٨ أعوام.

 

وتابع الكاتب: نرى من تحذير الغرب لمواطنيه القاطنين في روسيا بالعودة الى أوطانهم بأنه إشارة إلى التطورات المستقبلية وما ستؤول إليه الأمور عما قريب. فالغواصات النووية الروسية باتت تحيط بالقارات الخمس بانتظار ساعة الصفر. روسيا ليس لديها الكثير لتخسره بل إن أوروبا وأميركا هي من سيدفع الثمن الباهظ لأن الناتج المحلي الروسي وصل في نهاية العام ٢٠٢٠ إلى ٤ تريليون دولار حسب الإحصاءات الروسية الرسمية بينما وصل الناتج المحلي الأوروبي والأميركي معاً إلى ٤٥ تريليون دولار في نهاية ٢٠٢٠ وهذا يعني ٥٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

وتساءل الكاتب: هل سيحارب الغرب روسيا بالشعب الأوكراني أم أنه سيدخل الحرب فعلاً في الأيام القادمة بفتح جبهات؟ سنرى أن الروس يضربون عدة دول في المستقبل القريب ممن أصبحت أراضيهم مقاراً لتدريب القوات المعادية لروسيا وهنا لا أتحدث عن القوات الأوكرانية بل عن قوات مرتزقة يؤتى بها من كل حدب وصوب لقتال الروس أو لتعريض مصالح بلادهم في كافة الدول للخطر.

 

وختم الكاتب: رهاب الروس بدأ والرهان الروسي على شتاء قارس تتجمد فيه أوروبا هو الكفيل بإعادة الشعوب الأوروبية إلى رشدها ومطالبة سياسييها بالرشد والعقلانية في التعامل مع جار أوروبي.

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=88761