نافذة على الصحافة

مسار التقارب


لا تزال قضية التقارب السوري التركي تنضح من أقلام الصحافة، وتحتل حيزاً مهماً من اهتماماتها، وفي حين يمضي هذا المسار بشكل متسارع، رأى كمال خلف في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن هذا المسار يعكس رغبة الطرفين في ترتيب المرحلة المقبلة وإعادة صياغة العلاقة ونقلها من حالة العداء إلى نوع من التعاون لحل الملفات العالقة والشائكة.

وقال خلف إن مسار العلاقة مع تركيا يشكل أولوية بالنسبة لدمشق وإن كانت ما زالت تمارس سياسية الصمت والتحفظ وعدم إطلاق تصريحات إعلامية صريحة، وهذا مفهوم فالقيادة السورية تريد إجراءات عملية قبل الانفراجات الإعلامية، وكذلك المسار يحظى بنوع من الجدية والاهتمام من صناع القرار في تركيا عبروا عنه من خلال سيل من التصريحات الواضحة بهذا الشأن ولدى أنقرة حسابتها السياسية الداخلية أولا والإقليمية المتعددة ومن بينها ملف الطاقة في المتوسط، والأهم أن نجاح مسار التصالح مع دمشق بالنسبة لتركيا هو بمثابة تعبيد الطريق لاستراتيجية تركيا في التوجه شرقاً.

وسرد الكاتب تطورات مهمة اعتمد فيها على مصادر متعددة، بالإضافة إلى متابعة السياسات والتصريحات، وتتعلق أهم التطورات بالتحضير للقمة التي ستجمع الرئيسين الأسد وأردوغان على ذمة بعض المصادر المطلعة فقد حصل الجانب الروسي على موافقة أولية من الرئيس الأسد والرئيس أردوغان لعقد القمة، وهذا يتطلب نقل الحوار المباشر من المستوى الأمني بين “هكان فيدان وعلي مملوك” إلى المستوى السياسي عبر تنظيم لقاء بين وزيري خارجية البلدين فيصل المقداد وتشاويش أوغلو “ دون أن يعني ذلك توقف خط الاتصال الأمني.

وتابع الكاتب: آخر الأخبار تقول إن الأمن التركي يعتقل عدداً من الإرهابيين وهذا يعتبر ثمرة الاتصالات الأمنية السورية التركية، والتطور اللافت يخص أن تركيا أعطت الضوء الأخضر للمسؤولين الحكوميين وقادة حزب العدالة والتنمية ووسائل الإعلام التركية للحديث بشكل واضح ومباشر عن الرغبة في الانفتاح على علاقة مباشرة وتعاون ومفاوضات مع سورية، وما يمكن رصده من مستجدات في هذا الملف هو انطلاق الحديث عن نقل الحوار السوري - السوري من جنيف إلى دمشق، ولا شك أن هذا التطور إن حدث سيكون تطوراً كبيراً في مسار الحل في سورية، وقد يكون ذلك تمهيداً لإطلاق حوار وطني شامل داخل سورية، يفضي إلى حلول واقعية تنهي حقبة كاملة من الحرب وتمثل تنفيذاً للقرار الدولي ٢٢٥٤ وهو ما يرتب رفع الحصار عن سورية وإعادة الإعمار.

وختم الكاتب: المشهد السوري بات مقبلاً على الكثير من التطورات والأحداث وعلى مسارات متعددة وليس فقط المسار التركي السوري وما علينا إلا الانتظار لتكون الصورة أكثر وضوحاً.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=88458