نافذة على الصحافة

شواهد تاريخية على كذبة تميم بن حمد الأخيرة..



يقول الخبر إن أمير النظام القطري تميم بن حمد آل ثاني نفى علاقة بلاده مع تنظيم الإخوان المسلمين، وشددّ على أن بلاده لا تتعامل مع أحزاب سياسية أو تنظيمات ولكن مع دول وحكومات.


كلام أمير المشيخة القطرية جاء رداً على سؤال لمجلة "لو بوان" الفرنسية، خلال حوار لها معه ليدعي تميم أن بلاده منفتحة و"يمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة"، مضيفاً أنه ليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أية جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية.


وتساءل مراقبون أن ملف الإخوان المسلمين الذي احتضنته الدوحة كان أحد أهم الملفات التي تسببت في العداء الخليجي لقطر منذ حزيران 2017، وأعلنت وقتئذ عدد من الدول مقاطعة قطر وحصارها، فكيف ينفي أمير المشيخة تلك العلاقة.


وكان الحصار الذي فرضته تلك الدول قد أجبرت الدوحة مكرهة على إبعاد عشرات القياديين من الصفين الأول والثاني من عناصر الإخوان خارج أراضيها عام 2017، وكان سلطات الدوحة قد طالبت العاملين في منابرها الإعلامية تعديل لغة الخطاب، الذي لم يتغير قيد أنملة، وإلا كيف استضافت قادة الإرهاب على منصتها الجزيرة وكيف وصلت إليهم؟


وفي تقارير نشرتها وسائل إعلام خليجية اتهمت قطر بدعم الجماعات الإسلامية مالياً ودبلوماسياً، إلى الحد الذي تولد فيه نوع من العلاقة المباشرة والحميمية بين الاثنين، وكانت تصريحات زعماء الإخوان المسلمين شاهداً كبيراً على كذب تميم بن حمد في ادعائه عدم وجود علاقة بين بلاده والإخوان، حيث يقول راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية الإخوانية في تونس إن قطر كانت "شريكاً" في ثورة تونس، ومن الواضح أن هناك روابط مهمة وواضحة بين قطر و"الإخوان"، فالدوحة كانت ملجأ آمناً ولفترة طويلة لقيادات التنظيم ويوسف القرضاوي الأب الروحي للتنظيم واحداً منهم، حيث زودته بمنصة على قناة الجزيرة، وليس خفياً على أحد دعم الدوحة الشرس لإخوان مصر، وإخوان ليبيا.


ولم يكن الدعم القطري للتنظيم وليد الصدفة أو حديث العهد حيث وفرت المشيخة الخليجية منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي، منصة مريحة ومستقرة ومرحبة، يستطيع أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" أن يقيموا فيها بأمان، ويجندوا من يريدون تجنيده في صفوفهم، ولقي الخطاب الإخواني تجاوباً كبيراً مع البيئة القطرية، والتي كانت تُعتبر بيئة خاماً، لم تطلها رياح الحداثة والأفكار السياسية التي واكبت نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز نظام عالمي جديد بنظام الثنائية القطبية. هذه البيئة المحلية عمل "الإخوان" على استغلالها الإخوان بذكاء كبير، ونجحوا في ربط علاقات متميزة مع الأسرة الحاكمة في قطر، ليتمكنوا، بعد ذلك، من الإشراف على إنشاء مجموعة من الكليات الشرعية وتكليفهم بوضع مناهجها التعليمية والتربوية مستعينين بوجوه إخوانية، تم جلبها من مصر، وزرعوها في مفاصل الإمارة، مستغلين ثقة حاكم قطر آنذاك الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني.


وقالت دراسات سلطت الضوء على العلاقة بين قطر وتنظيم "الإخوان" إن الجماعة لا ترضى بمجرد العمل الدعوي فحسب؛ بل وتجاوزت ذلك إلى محاولة نشر تطرفهم الفكري وعقيدتهم السياسية بين المجتمعات التي تحتضنهم. مستشهدة بالقرضاوي يوم سمح له بالسفر إلى الدوحة، حيث عمل منذ اليوم الأول على التقرب من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر ووجد ضالته في سحيم بن حمد آل ثاني، كما نجح بربط الاتصال بـ أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر وذلك عن طريق أحد الإخوان المقربين له ويدعى عبد البديع صقر وهو من الإخوان المعروفين في مصر وكان على صلة طيبة بحسن البنا وقد عمل فترة بالمركز العام للإخوان.


ويقول محللون إن الاستراتيجية الإخوانية شهدت تغييراً جوهرياً عقب مطالبة النظام القطري بحل التنظيم في بلاده منذ سنوات لغايات باتت معروفة للقاصي والداني والتي كانت نتائجها تنصل أمير المشيخة قبل أيام من العلاقة الحميمية التي تجمع الدوحة والإخوان، وثانياً لأن معظم دول العالم تصنف التنظيم على أنه إرهابي، وثالثاً اعتبار التنظيم ورجالاته ومنابره غير مرحب بها في تركيا الأب الروحي للمشيخة القطرية، ورابعاً القطيعة الخليجية مع قطر بسبب الإخوان وتآمرهم على الأنظمة الخليجية، لكن هذا لاينفي بقاء العلاقة السرية بين الطرفين، حيث تعهدت قطر بدعم التنظيم وفروعه(التنظيمات الإرهابية مع تعدد مسمياتها) في العالم مادياً ولوجيستياً وإعلامياً للوصول إلى الحكم وخلق كيانات تابعة، عقدياً للإخوان، ومتحالفة سياسياً مع لقطر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=88321