الحدث السياسي

سورية وتغيرات النظام الدولي


لا شك أن المحاولات الأمريكية لضرب استقرار سورية بدأت قبل شن الحرب الإرهابية من خلال الضغط السياسي والاقتصادي، ثم تسخير الجماعات المتطرفة للهجوم عليها، وصولاً إلى الاحتلال المباشر للأراضي السورية وممارسة الإرهاب الاقتصادي بحق الشعب السوري، لكن سورية وكما أكد السفير السوري لدى روسيا رياض حداد تمكنت بعزيمة شعبها وشجاعة قواتها المسلحة وحكمة قيادتها ودعم الدول الصديقة وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية من هزيمة المشروع الأميركي في سورية والشرق الأوسط، وكان لذلك الأثر الكبير على التغيرات التي يشهدها النظام الدولي حالياً.

 


السفير حداد قال في محاضرة ألقاها على طلاب جامعة سان بطرسبورغ للعلاقات الدولية في روسيا بعنوان "سورية والنظام الدولي" إن العالم ومنذ هزيمة المشروع الأميركي في سورية وصولاً إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وانعكاساتها على المشهد الدولي يشهد تحولاً نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، وأكد أن العالم يعيش منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في ظل نظام الأحادية القطبية الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة الأميركية مستخدمةً في سبيل ذلك شتى السبل من نشر لقواتها العسكرية وسيطرة على النظام الاقتصادي الدولي وشن الحروب على الدول والشعوب الرافضة للهيمنة الأميركية وزعزعة استقرارها، وكانت سورية أكثر من عانى من هذه الأحادية القطبية وخاصةً أنها رفضت الاستسلام للهيمنة الأميركية والتخلي عن قرارها السيادي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

 

وجدد السفير حداد موقف سورية الداعم للعملية العسكرية التي تخوضها روسيا للدفاع عن شعب الدونباس ومنع تمدد حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وكذلك دعمها لجهود روسيا وكل الدول المحبة للسلام الرامية لتأسيس نظام دولي متعدد الأقطاب يقوم على احترام سيادة الدول والقانون الدولي ويحقق مصالح وطموحات الشعوب، مشدداً على ضرورة تكثيف التعاون بين هذه الدول لخلق بنى ومؤسسات دولية قادرة على تحقيق هذه الأهداف.

 

وفي الوقت الذي أكد فيه السفير حداد أن هزيمة المشروع الأميركي في سورية كان له أثر كبير على التغيرات التي يشهدها النظام الدولي حالياً، اعتبرت كازاخستان أن مسار محادثات أستانا للسلام حول سورية ليس بديلاً عن مسار جنيف، بل مكملاً له، وأوضح وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تلوبيردي أن محادثات مسار "أستانا" بشأن سورية ليس بديلاً عن محادثات "جنيف" بل هي مكملاً لها، وأشار إلى أن الدول الضامنة لعملية "أستانا" وهي روسيا وإيران والنظام التركي، لم تتقدم إلى الجانب الكازاخستاني لعقد الجولة المقبلة في العاصمة الكازاخية نور سلطان.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=88030