نافذة على الصحافة

بوابة للحل


ما إن ترتفع سخونة الميدان في الشمال، حتى تسارع أنقرة لاحتوائها بنفي نيتها بدء أي عمل عسكري بري في الأراضي السورية، الاحتلال التركي برر عدوانه الأخير على مواقع للجيش العربي السوري بأنه جاء ردّاً على قصف نقاط لجيشها قرب الحدود، ثم عادت وخرجت بتصريحات لتهدئة الأوضاع.


ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر أن اجتماعاً عاجلاً عقده ضبّاط عسكريون وأمنيون أتراك مع عدد من قادة المجموعات الإرهابية المنتشرة في بعض مناطق ريفَي حلب والرقة، حذّر فيه الاحتلال التركي أولئك من الانزلاق إلى أي مواجهة عسكرية مع الجيش العربي السوري، مشددين على منع أي محاولات لتبديل "خريطة السيطرة"، إضافة إلى ضبط الأمن الداخلي على خلفية تزايد التظاهرات المناوئة لأنقرة خلال الأيام الماضية.

وقالت الصحيفة: بالتوازي مع العمل الميداني ثمة جهود عديدة ضمن مسارات متوازية تقودها طهران وموسكو لفتح الأبواب المغلَقة بين دمشق وأنقرة، وسط انفتاح تركي واضح وبحسب المعلومات، فإن تركيا تحاول تثبيت شرعية "الائتلاف السوري" كممثّل عن "المعارضة" تمهيداً لدخوله حوارات مع الحكومة السورية، تستهدف التوصل إلى اتفاق سياسي تتعهد أنقرة أن يتبعه انسحاب قواتها من الأراضي السورية. لكن هذا الطرح قوبل برفض من دمشق التي شددت على ضرورة وقف الدعم التركي للمجموعات الإرهابية، وانسحاب القوات التركية من المناطق التي تسيطر عليها كشرط للارتقاء بمستوى العلاقات مع تركيا.
في المقابل، يبدو أن ثمة التقاء مصالح حول ملف اللاجئين، الذين ترغب أنقرة في التخلص من عبئهم، فيما تسعى الدولة السورية إلى رفع وتيرة إعادتهم من جميع دول الجوار، ضمن مخطط يتم العمل عليه سواءً مع لبنان أو مع الأردن، وتريد تركيا أن تكون جزءاً منه، خصوصاً أن هذه القضية لم تقابَل بأيّ شروط من دمشق. وفي هذا السياق، تأتي التسريبات التي بدأت بعض الصحف التركية المحسوبة على حزب "العدالة والتنمية" الحاكم نشرها، حول نيّة البدء بإعادة النازحين إلى محافظات عدّة، من بينها حلب وحمص.

وتابعت الصحيفة: رغم أن مسألة اللاجئين تمثل بوابة مضمونة لتعاون جزئي سوري - تركي، فإن جهود حلحلتها تُواجه تحدّيات عديدة، لعل أبرزها المحاولات الأميركية المستمرة لعرقلة هذا المسار وإبقاء الوضع الراهن في سورية على ما هو عليه. وتتجلى آخر تلك المحاولات في إعادة الحديث عن عمليات إنعاش اقتصادي لمناطق سيطرة المجموعات الإرهابية التابعة للاحتلال التركي في ريفَي حلب والرقة، تمهيداً لانفتاح اقتصادي بينها وبين مناطق "قسد"، وفق التسريبات المتزايدة في بعض وسائل الإعلام التركية، والتي تتحدث عن عرض أميركي للمجموعات بالتخلي عن تركيا والانفتاح على "قسد".

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=87590