تحقيقات وتقارير

من حرب البهارات لحرب الشوكولا والكولا.. جيل جديد من الحروب


الإعلام تايم || رقية الملحم 

 

لا شك أن القوة الاقتصادية في ظل عصر العولمة باتت القوة الموازية للقوة العسكرية دولياً؛ وأن قوة اقتصاد دولة ما لا يقل أهمية عن قوتها العسكرية، بل وأكثر أهمية فعندما تدق طبول الحروب السياسية تشتعل الحروب الاقتصادية على شكل حرب ناعمة دون دماء، مثلاً عبر فرض عقوبات اقتصادية ومالية من قبل الدول الكبرى؛ أو فرض حظر على صادرات دولة أو فرض عقوبات على أشخاص ومجموعات، إضافة إلى  حظر الطيران وإغلاق المجال الجوي وقيود على الواردات وتصدير السلع.

 

في هذا التقرير سنتعرف على نماذج من الحروب الاقتصادية قديماً وحديثاً..

 

حرب البهارات

منذ سنوات بعيدة تمتعت تجارة التوابل بأهمية اقتصادية كبيرة وكانت التوابل تأتي إلى أوروبا من البلاد البعيدة عبر طريق يسمى "طريق التوابل"..  وتخبرنا الموسوعات أنه  في بداية عصر الاكتشاف بدأ الغرب في إرسال حملات عسكرية للسيطرة على الأراضي التي تنتج البهارات ونجح القراصنة في السيطرة على السفن المحملة بالتوابل والتي غرق أغلبها بسبب الحمولة الزائدة.

 

البهارات آن ذاك لم تستخدم فقط في الطعام فقد استخدمت في صنع العقاقير حتى ساوت أسعار الذهب، فكانت أحد أهم أسباب احتلال انجلترا  للهند  هو السيطرة على زراعة التوابل ما دفع الهنود إلى اقتلاع  أشجار التوابل  قبل دخول إنجلترا (لا سيما أشجار جوزة الطيب والقرنفل)  ثم اشتدت المنافسة بين  فرنسا وإنكلترا حتى اشتعلت حروب لأجل تجارة التوابل .

 


حرب " ماكدونالدز"

 

مع بداية الأزمة الأوكرانية - الروسية بات العالم أجمع يعيش حرباً اقتصادية شرسة؛ ففي وقت سابق أعلنت المجموعة المالكة لسلسلة محلات الأطعمة السريعة  "ماكدونالدز" أنها ستوقف عملياتها في روسيا  بعد ضغط أميركي على الرغم من التزامتها القانونية والاتفاقيات الموقعة مع روسيا.

 

لكن  كل تلك العقوبات والضغوطات لم تهتز روسيا تلك الدولة القوية، فقد افتتحت  في شهر مارس/ آذار الفائت الدفعة الأولى من سلسلة المطاعم الوجبات السريعة تحت شعار "الاسم يتغير والحب يبقى" وباسم "لذيذة ونقطة" بدلا ًمن العلامة التجارية "ماكدونالدز".

 

شوكولا سنيكرز وأزمة تايوان

 

أثار إعلان تجاري لشركة "مارس ريغلي" لألواح الشوكولاتة التي تنتجها من صنف "سنيكرز"، ضجة في الصين السبت 6 أغسطس/آب 2022 مما دفع الشركة للاعتذار لاحقاً، حيث وصفت الشركة الأمريكية العملاقة في الإعلان التجاري تايوان بأنها "بلد"، قبل أن تنشر الشركة الأميركية اعتذارعبر حسابها الرسمي جاء فيه "بعد اعتراض مجموعة من الشبان الصينيين على الإعلان..  نأكد حرصنا على سلامة ووحدة الأراضي الصينية واحترام سيادة البلاد"، وتأتي هذه القضية في ذروة توتر العلاقات بين الصين وأمريكا بعد زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء الأميركي "نانسي بيلوسي لتايوان التي تعتبر جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية".

 

حرب الكوكا كولا

 

أصبحت أشهر ثلاث ماركات للمياه الغازية الشائعة في العالم أجمع غائبة عن الأرفف الروسية، وذلك منذ توقف شركة "كوكاكولا" عن إجراء عملياتها في روسيا، وكان رد روسيا أنها أطلقت سلسلة من المشروبات الروسية المقلدة لتحل محل "الكوكا كولا" الأميركية، وهي مشروب غازي يسمى "جرينك كولا"، وآخر يسمى "كومي كولا" إضافة إلى عبوات "فانسي" و"ستريت".

 

في واقع الأمر هذه المنتجات جميعها تعتبر نموذج عن الحرب الاقتصادية الناعمة الحديثة التي تشنها أميركا ضد الدول العظمى لتثبت هيمنتها على العالم من خلال سحب منتجاتها المرغوبة لدى نسبة لا بأس من المستهلكين ففي الحرب الكل يشهرأسلحته، لكن الخاسر الأكبر اقتصادات الدول وأولها المواطن الذي يتحمل عواقب تلك الحروب من خلال تأزم الوضع المعيشي واختفاء السلع .
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=87434