وجهات نظر

مخاض التأسيس لشرعية مستمدة من صناديق الاقتراع

يوسف غانم


يدأب الغرب الاستعماري وأتباعه في محاولات منع الانتخابات في سورية والتشويش عليها بكل الخيارات والسبل بما فيها التلويح بالخيارات العسكرية لمنع الشعب السوري من قول كلمته (في نفس الوقت تريد الانتخابات في كل دول العالم التي يشبه واقعها الواقع السوري أن تجري في وقتها -اوكرانيا والعراق مثالا على ذلك ) , وهذه المعايير المزدوجة الفاقعة تنطلق من مصالحها الجيوسياسية وهنا تسقط حجج الديمقراطية والحرية التي تروج لها وتصدع رؤسنا بها صباح مساء فالقصة قصة مصالح لا أكثر ولا أقل والمصلحة الغربية تنطلق من مصلحة اسرائيل أولا ومن أحلام السيطرة ثانيا ومن منع قوى منافسة من التواجد في قلب العالم ثالثا . ولكن لماذا الانتخابات السورية دون غيرها يجب أن تمنع وتوضع العصي في دواليبها وتدبر القرارات لها ليلا ونهار دون غيرها ولماذا هذا التكالب عليها ؟ هل لأن اجراء الانتخابات في سورية يعني الهزيمة التامة لمشروعهم وترسخ الشرعية الدستورية للحكم الوطني في سورية وهم الذين دأبوا خلال ثلاث سنوات على محاولة نزعها ؟ هل لأن الشعب السوري سيفضحهم ويكشفهم ويعريهم أمام شعوبهم بعد أن تحدثوا باسمه ثلاث سنوات ؟ هل لأن الانتخابات التي تخرج عن ارادتهم تخيفهم لأن نتائجها تؤسس لواقع أكثر رفضا لهم وتؤسس لحكم وطني مناقض لإرادتهم وتحكم ويقلب المعادلات الجيوسياية في المنطقة ؟ هل لأنهم يخشون الوقوف أمام ذواتهم والتسليم بالهزيمة والانكسار ؟ نعم كل ذلك وأكثر ولذلك هم يعملون ليل نهار لضربها ومنعها والتشويش عليها والقيام بذلك ترغيبا وترهيبا ترغيبا : بالقبول بالتمديد الذين يسربون أنهم معه وهذا سيكون الخيار الصائب في هذه المرحلة على حد زعمهم وهذه الخباثة والحرتقة والفخ واضح من مقاربة بين تصرفهم حيال التمديد للرئيس اللبناني السابق أميل لحود والتمديد للرئيس السوري ليبنى على الشيئ مقتضاه ! ان لعبة التمديد هي أخطر لعبة لعبها الغرب وتوازي تمرير قرار تحت الفصل السابع في مجلس الامن الدولي لأنهم وفي نفس اللحظة سيعمدون على الطعن بشرعيته وبأنه جاء رغما عن ارادة الشعب ومن مجلس ناقص الاهلية وقد طعنو سابقا بشرعيته وهذا التمديد الذي يدأب المعارضون للترويج له وتبنيه لحد التباكي على تضييع هذه( الفرصة )أمام الشعب السوري لحدوث التلاقي على مبادئ جنيف والحل السلمي في سورية يعني تماما تحويل سورية الى دولة فاشلة بكل ما يترتب على ذلك في القانون الدولي أي نصل الى مفهوم غياب السيادة أو انتفاء السيادة وبالتالي تفتيت الدولة ومراكز قوتها وشرعنة التدخل خصوصا أن صراع محوري مجلس الامن هو حول مفهومين -القانون الدولي أعلى من القانون الوطني أم لا ؟ومبدأ سيادة الدول . والدولة الفاشلة التي يرغب المعارضين (الوطنيين )أن نصل اليها هي بيت القصيد الامريكي لأنه بذلك يحقق أهدافه بعيدا عن مجلس الامن المقفل بالفيتو والذي يحاول فتحه عبر القرارات (الانسانية )ليصل الى مبدأ التدخل الانساني تحت الفصل السابع . أما ترهيبا فهذا واضح وضوح الشمس : من خلال زيادة المساعدات العسكرية الفتاكة والتدخل المباشر وزيادة تدفق المقاتلين الاجانب والتلويح بالضربة العسكرية خارج مجلس الامن ولكن ذلك دونه محاذير كبيرة تتمثل باشعال المنطقة بمجملها ولا أحد يضمن نتائجها . من هنا يثبت الحكم الوطني في سورية صوابية رؤاه مرة جديدة ويتجه صوب انتخابات تعددية ديمقراطية تمنح خيار التأسيس لشرعية شعبية مستمدة من صناديق الاقتراع ومن حرية الناخب في الاقتراع وتقطع الطريق مرة جديدة أمام الغرب الاستعماري وتطلعاته لتحقيق أهدافه الجيو سياسية في المنطقة وتزداد هذه الانتخابات أهمية من الظرف الدقيق الذي تمر فيه سورية ومن المخاض الذي تعبره نحو الدولة الديمقراطية التعددية العلمانية .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=8737