نافذة على الصحافة

موقف العدو


يسعى العدو الإسرائيلي إلى إنهاء جولة اعتدائه الحالية بأقل الخسائر، وبحد أدنى من الوقت، وبمستوى منخفص من النيران، ورأى وسام أبو شمالة في مقال نشره موقع الميادين أن الكيان يضغط على المقاومة الفلسطينية لقبول وقف إطلاق النار، لأنه لا يريد إطالة أمد المعركة، وذلك نتيجة عدد من الأسباب.

 

أبو شمالة قال إن أهم تلك الأسباب البيئة الداخلية غير المستقرة على المستويَين العمودي والأفقي داخل الكيان، فالجبهة الداخلية للعدو لا تحتمل حرباً طويلة، ولا تتقبّل الخسائر والتضحيات، ويدرك المستويان السياسي والعسكري للعدو أن زمن الانتصار عوضاً من حسم المعارك، مُحِيَ من قاموس الحروب الصهيونية مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية منذ حرب عام 2006 على لبنان، مروراً بمعارك الفرقان عام 2008، وحجارة السجيل عام 2012، والعصف المأكول عام 2014، وسيف القدس عام 2021، ووحدة الساحات عام 2022، والمندلعة الآن، الأمر الذي سيدفع لابيد ـ غانتس إلى استنفاد كل الوسائل من أجل تقصير أمد المواجهة الحالية.

 

وأضاف الكاتب: يخشى العدو أن طُول المعركة سيرتد عليه، الأمر الذي سيضاعف فشله في استراتيجية الردع تجاه المقاومة، فهو يريد أن يحافظ على ما يعده صورة نصر باغتياله قادة المقاومة، بينما مع استمرار سقوط الصواريخ داخل مدن فلسطين المحتلة، وخصوصاً مدن الوسط والمركز، وهي ما يُعرَف بمنطقة غوش دان وضواحيها، والتي تضم منطقة "تل أبيب" الكبرى المحتلة، فإن إنجاز الاغتيال سيتلاشى، وما بدا صورة نصر سينقلب إلى فشل ذريع و فقدان الردع، ويدرك العدو أن المقاومة تتبع استراتيجية الاقتصاد في القوة في المواجهة الحالية، استعداداً لطُول أمدها، الأمر الذي تركه في حالة تردد، فبينما يسعى لتقصير مدة المواجهة، يخشى أن يقع في مصيدة الاستنزاف. وإذا ما سعى لضربات عسكرية كبيرة ورفع كثافة النيران، فإنه يخشى أن يؤدي ارتفاع عدد الشهداء والخسائر إلى مستوى نيران أكبر من المقاومة، وقد يجد العدو نفسه في أتون معركة طويلة وعنيفة لم يستعد لها.

 

وتابع الكاتب: إن إطالة أمد المواجهة العسكرية وعدوان الاحتلال على غزة، ستفتح أمام العدو عدداً من المهدّدات، الداخلية والخارجية. فعلى الصعيد الخارجي، يخشى أن تتطور المعركة، وترفع المقاومة مستوى النار، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب متعددة الجبهات، تشارك فيها كل مكونات محور المقاومة. ويخشى أن تتحرك ساحات فلسطين المحتلة كافةً، كما حدث في إبّان معركة "سيف القدس" في أيار/مايو 2021، ولاسيما فلسطينيو الداخل المحتل. وبعد أن كان العدو يهدف إلى إنجاز موضوعي، ويُزيل تهديداً محدداً، ينجر إلى حرب إقليمية طويلة وشاملة، في وقت يعاني مجتمعه انقسامات غير مسبوقة، وتشكو قيادةُ جيشه ضعفَ الإرادة القتالية لجنودها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=87279