نافذة على الصحافة

ليس لأردوغان في خبزنا طعام!


تتناسى تركيا أن أفعالها العدوانية هي انتهاك للأمن القومي السوري، وباتت قواتها احتلال نظير للاحتلال الأميركي في الشمال السوري، وهي ومع هذا تستمر في تهيئة عناصرها و"ميليشياتها" على الحدود السورية، لتنفيذ عملية أمنية – عسكرية في شمال وشمال شرق سورية استكمالاً لادعائها بتنفيذ حزام أمني لحماية الداخل التركي من "الإرهابيين".

 

ورأت سماهر الخطيب في مقال تشرته صحيفة رأي اليوم أن أردوغان اليوم أمام واقع جديد خاصة بعد العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس في أوكرانيا والتي وضعت أردوغان أمام خيارات مصيرية خاصة بما يختص بملف "الطاقة" و"الغذاء" العالمي والدور الذي منحته إياه روسيا فيما يختص بـ"اتفاق الحبوب" الذي وقع أخيراً في اسطنبول، وما كشف عنه من مباحثات خلال قمة طهران الثلاثية، والتي أشارت إلى أنّ العملية تأجلت أو حتى تم إلغاؤها نهائياً، خاصة أن الرئيسين الروسي والإيراني كانا دائماً من معارضي "التدخل" التركي السياسي والعسكري غير الشرعي في سورية، ليكون التحرك الميداني للجيش العربي السوري والذي سبق قليلاً بقسم منه القمة، وتزامن القسم الآخر منه مع انعقادها، باتجاه مناطق حدودية تنتشر فيها وحدات تركية، مؤشراً لافتاً يوحي باستبعاد السير التركي بالعملية، خاصة أن هذا التحرك الميداني للجيش العربي السوري، جاء إلى مناطق حساسة مثل منبج وتل رفعت وعين العرب وعين عيسى، و التي تعدّ أساساً، الأهداف الأهم بالنسبة إلى العملية التركية “المرتقبة”.

 

وأضافت الكاتبة: تريد تركيا استحصال بعض الأوراق لصرفها في ميدان السياسة بعد تكرار العمليات الأمنية والميدانية التي نفّذتها دمشق من أقصى الشمال الحلبي إلى إدلب ودير الزور وريف اللاذقية، وصولاً إلى ريف حمص الشرقي وريف دمشق الجنوبي والقنيطرة وحماة. فالحرب انتقلت من السباق الأمني إلى الاشتباك العسكري والأسرع هو مَن سيحصل على النصر، وسيرفع راية انتصاره في وجه الخاسر والمهزوم، وأنقرة تعي الآن أنها وصلت مع دمشق إلى عدم العودة، وأيقنت جيّداً أن دمشق انتقلت من مرحلة "المدافع" إلى مرحلة الهجوم، مع تفعيل "العنصر الأمني" وإخراج أوراق اللعب "الأصلية" من دروجها المغلقة بإحكام منذ بدء الحرب، فالأجهزة الأمنية السورية وطيلة الفترة السابقة كانت بصدد تجميع المعلومات والعمل على تراكمها بعد قراءة متأنّية جداً، وربطها مع معلومات أخرى خارجية أو داخلية عن تحرّك الاستخبارات الأجنبية في الداخل السوري.

 

وتابعت الكاتبة: فيما تعيش تركيا على جمر مخفيّ بالرماد، ونظام أردوغان الذي رأى بأمّ عينه مفاعيل العمل السوري على الأرض، يعيش حالة من الجنون، خاصة أن ميليشياته التي بدأ بتشكيلها مع بداية الأزمة السورية بدأت تتهاوى أمامه مجموعة تلوَ الأخرى، وجاسوساً عقب آخر، كل ذلك أنهى «الأحلام» التي دفع عليها ملايين الدولارات وأكثر لتأسيسها، لتظهر فيما بعد مكشوفةً كـ”كف اليد” أمام الأمن والجيش السوري الذي لم يوفر جهداً في القضاء عليها بلمح البصر، كذلك بالنسبة للدول الداعمة للإرهاب في سورية، يعني وصول اللعبة إلى نهاياتها، أي أنهم تأكّدوا بأن أوراقهم المكدسة في أدراج مكاتبهم، كلها باتت بحكم المحروقة، وأن عليهم الانتقال من اللعب تحت الطاولة إلى فوقها، أي إعلان "الحرب العسكرية" على سورية ولتكن بأشكال عدة، أهمها "التدخل البري في الأراضي السورية"، فالتوغل العسكري التركي يشي بأن "طبول الجنون" لدى أردوغان قد "ثُقبت"، وبات العزف عليها ضجيجاً لا يُطرب إلا "المجانين".

 

وختمت الكاتبة: كسرت تركيا المحظور وبدأت بالعمل "العسكري"، وما تحضّره من معركة عسكرية ليست الأولى من نوعها، وصبر دمشق لا يعني "الصمت"، وبالتالي ربما يتوجب على النظام التركي أن يجهّز لقواته "سفينة نوح" علّه ينجح بإجلائهم من طوفان "نوح 2" الذي وعد به الرئيس الراحل حافظ الأسد ولم ينفّذه.. تاركاً الخيار مفتوحاً أمام الرئيس بشار الأسد لينتقي بدقة اللحظة المناسبة في حال قرّرت تركيا، أن تُعيد التاريخ نفسه..وإذا ما أرادت إنقاذ نفسها فعليها أن تعود إلى المفاعيل القانونية لاتفاقية أضنة 1998 وترضى بها كآخر ورقة للنجاة. فسورية اليوم ليست سورية 2011 والانتصار عنوانها وسيادتها ستبسطها على كامل أراضيها وليس لأردوغان في "خبزنا من طعام"..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=87159