تحقيقات وتقارير

تهويد القدس.. حلم إسرائيلي يصطدم بواقع الصمود الفلسطيني


يواصل الاحتلال الإسرائيلي مسلسل جرائمه بحق الشعب والأرض في فلسطين منذ النكبة عام 1948 قتلاً وتهجيراً وسلباً، وسط صمت دولي أتاح له السير بمشروعه الصهيوني الذي لايزال يصطدم بشعب مقاوم جعل إرادته في الصمود فوق أحلام المستعمرين.

 

فمنذ النكبة الفلسطينية التي كانت شاهداً على وحشية الاحتلال، توجهت أنظار العدو الإسرائيلي إلى استكمال السيطرة على مدينة القدس، بعد أن سفكت العصابات الصهيونية الدم الفلسطيني وخلدت جرائمها في الأرض والبشر، وما تزال مذبحة دير ياسين شاهدة على صور الإجرام اللاإنساني والتطهير العرقي الذي اتبعه هذا الكيان منذ نشوئه.

 

وكانت مدينة القدس هدفاً لأطماع هذا العدو وحلماً لتحقيق مشروعه التهويدي، الذي يقضي بالسيطرة التامة على المدينة وتهجير أهلها العرب، مسلمين ومسيحيين على السواء، وضمها وجعلها عاصمة لكيانه الغاصب، وهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة هيكله المزعوم.

 

احتلال القدس عام 1967 من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شكل بداية خطة تهويد القدس التي بدأ الاحتلال بالعمل عليها، عبر السعي لتغيير معالم المدينة التاريخية وطمس الهويتين الإسلامية والمسيحية فيها وإبراز الطابع اليهودي، والدفع باتجاه إنهاء الوجود العربي متخذاً أبشع الأساليب بحق المدينة وسكانها.

 

ومثل الاستيطان أحد أبرز الأساليب الإسرائيلية لتغيير التركيبة الديموغرافية في القدس والمناطق المحيطة بها، حيث عمد الاحتلال لضم وإقامة المستوطنات، إضافة إلى استكمال خطة التهويد بالتضييق على السكان الفلسطينيين أهل المدينة الأصليين، وقمعهم وحرمانهم من حقوقهم وإذلالهم ومصادرة ممتلكاتهم لدفعهم لترك أرضهم ومغادرة المدينة، وصولاً إلى العمل على سحب هويات السكان العرب في القدس.

 

وفي ظل المقاومة الشرسة التي أبداها الفلسطينيون في القدس المحتلة، في وجه مخططات تهويد مدينتهم، لجأ الاحتلال إلى تكثيف إجراءاته وتسريع بناء البؤر الاستيطانية، والاعتماد على مجموعات دينية متطرفة للاستيطان في المدينة المقدسة، والتي ما انفكت تقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك وتعتدي على المقدسيين فيه، بحماية قوات الاحتلال، في خطوات استفزازية تضرب عرض الحائط قدسية المكان ومكانته لدى ملايين العرب والمسلمين.

 

 

ورغم السعي الحثيث للاحتلال الإسرائيلي على مواصلة مشروعه بتهويد مدينة القدس لتحقيق حلمه بأن تصبح عاصمة أبدية لكيانه، مستغلاً تجاهل المجتمع الدولي لممارساته الإرهابية بحق أهل المدينة، وتغطية الإدارات الأمريكية المتعاقبة لسلوكه الإجرامي بل وتشجيعه عليه، يقف الفلسطينيون سداً منيعاً أمام آلة الحرب الإسرائيلية غير آبهين بها ولا مستسلمين لها، متمسكين بأرض أجدادهم وبمقدساتهم الإسلامية والمسيحية، بصمود أسطوري ضد كل مشاريع التهويد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=86955