نافذة على الصحافة

"الهول".. قنبلة موقوتة


يطفو اسم "مخيم الهول" على السطح بشكل متزايد لارتفاع معدلات الجريمة فيه، وبسبب حالات الهروب المتتالية منه.

 

ورأى علاء الحلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن المخيم يمثل أداة سياسية متعددة الاستخدامات، بعضها يتعلق بعمل المنظمات الإنسانية والإغاثية، وبعضها الآخر يتصل باستغلاله في تمتين علاقات ميليشيا "قسد" مع دول أوروبية عدة، من بوابة استعادتها عائلات إرهابيي "داعش" الذين يحملون جنسيتها، وما يرافق ذلك من محاولات مساعدة الميليشيا مقابل إبقاء هؤلاء لديها لما يمثلونه من خطر على أمن دولهم.

 

وقال الكاتب: تصدر ميليشيا نفسها أمام هذه المعادلة على أنها "جسر حماية" يقي الدول الأوروبية خطر المكدسين في المخيم، وإذ تعمل على تقديم تقارير دورية حول أوضاع تلك العائلات ومدى إمكانية إعادة بعضها، فإن ذلك يمنحها بشكل أو بآخر نوعاً من "الشرعية"، عن طريق التعامل معها على أنها كيان مستقل، وتقديم دعم سياسي وحتى مادي لها.

 

وأضاف الكاتب: أمام هذه التشابكات يستمر المخيم في تغذية التطرف، الذي استغل "الهول" كساحة تدريب وتعليم آمنة، بل ونقطة انطلاق لتنفيذ عملياته، خصوصاً أن هذا المكان يضم "جيشاً من الأطفال" الذيي تلقى بعضهم تدريبات عديدة خلال سنوات سيطرة التنظيم الإرهابي على تلك المنطقة (قبل عام 2019)، ويمكن استثمارهم بسهولة في شن "هجمات انتحارية".

 

وختم الكاتب: ، يمر مخيم "الهول" في الوقت الحالي بما تصفه مصادر ميدانية بــ"اللحظات الحرجة"، حيث بدأت حالات التمرد تزداد، ومعدلات الجريمة ترتفع، بالتزامن مع اهتمام إرهابيي "داعش" الذين ينشطون خارجه في اختراقه و"تحرير عائلاتهم" منه، واستعماله كنقطة انطلاق ووسيلة إمداد، وتتحدث المصادر عن عمليات "تصفية" تنفذها خلايا نشطة ضد من يشتبه بعمالته، وفاق عدد الجرائم المُسجَّلة في الأشهر الأخيرة 25 جريمة، كما تكررت حوادث الانفلات الأمني والإضرابات وإحراق الخيم، ما يُنذر كما تقول المصادر بأيام صعبة جداً، في ظل إصرار الأطراف المسؤولة على الاستمرار في استثمار هذه "القنبلة الموقوتة

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86346