نافذة على الصحافة

مصير "رأس الأخطبوط"


تكشف التطورات العسكرية الأخيرة أن المصطلحات التي تشيعها حكومة الاحتلال الصهيوني شيء وما يحدث في الواقع شيء آخر، فالمصطلح الذي خرجت فيه الحكومة الإسرائيلية في الأيام الماضية وهو "رأس الأخطبوط" الذي يتلخص في ضرب إيران؛ لم يستطع أن يحقق معناه رغم التهديدات المتصاعدة ومنذ أكثر من عشرة أعوام.

 

وتقول صحيفة رأي اليوم في افتتاحيتها أن "الرأس" يقوى عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، و"الأذرع" (التسمية التي يطلقها كيان الاحتلال على حركات المقاومة) تزداد قوةً وتسليحاً، وباتت أقوى بكثير من جيوش الدول في بلدانها لامتلاكها أخطر سلاحين هذه الأيام وهما الصواريخ الدقيقة أولاً، والطائرات المسيرة الحديثة والمتطورة ثانياً، إضافة إلى كوادر فنية وقتالية على درجة عالية من الكفاءات والتدريب والجاهزية القتالية العالية جداً.

 

وقالت الصحيفة: "إسرائيل" لم تنتصر في أي من حروبها التي خاضتها منذ عام 1967، كما أنها وعلى مدى 40 عاماً لم تتوغل أو تجتح أي أراض عربية منذ اجتياح قواتها الأراضي اللبنانية عام 1982 وفي مثل هذه الأيام، وجاءت النتائج المترتبة على هذا الاجتياح مكلفة جداً مادياً وبشرياً، وانسحاباً مهيناً في نهاية المطاف، وربما تكون "إسرائيل" حققت انتصاراً "مسرحياً" في بعض فصول حرب الاغتيالات التي قادتها ضد إيران، وتمثلت في اغتيال بعض العلماء، ولكنها خسرت حربي السفن والناقلات، وتعيش حالة من الرعب حالياً انعكست في إجلاء جميع سياحها ورعاياها من تركيا خوفاً من استهدافهم من قبل وحدات إيرانيّة سرية ضاربة.

 

وتابعت الصحيفة: إذا انتقلنا من "رأس الأخطبوط" إلى "أذرعه" ربما يفيد التذكير بأن هذه الأذرع باتت على درجة عالية من الكفاءة والقدرة القتالية، والرد بقوة على أي حماقة إسرائيلية، وبات المستوطنون الإسرائيليون غير آمنين، ليس داخل الأراضي المحتلة، وإنما في الخارج أيضاً.

 

وختمت الصحيفة: الغالبية الساحقة من التسميات الإسرائيلية مثل "عناقيد الغضب"، و"السور الواقي"، و"الدرع الواقي"، و"الرصاص المصبوب" وغيرها انتهت بنتائج كارثية، ولا نستبعد أن يواجه المصطلح الجديد "رأس الأخطبوط" المصير البائس نفسه، وفي المستقبل المنظور، وما علينا إلا الانتظار.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86310