تستغل تركيا المتغيرات الدولية لتغيرَ في هيكلية المجموعات الإرهابية التابعة لها في سورية خاصة تلك الناشطة في المناطق التي تحتلها، ويرى علاء الحلبي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن مقاربة واضحة المعالم تتشكل حول الهدف النهائي لهذه التغيرات، والتي تقترب بشكل كبيرمن نموذج "طالبان" وتبتعد عن أهداف تركية في مقدمتها دعم ما تسمى جماعة "الإخوان المسلمين".
وتابع الكاتب: تتحول المعادلة التركية بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب في سورية، من محاولة توسيع دور "الإخوان" في هذا البلد، إلى تشكيل حزام راديكالي مقارب لـ"طالبان" يرتبط بغطاء سياسي ذي صبغة متنوعة (أي ما يسمى الائتلاف)، يضمن لها تبرئة نفسها من دعم "الإخوان" في الساحة السياسية واستثمار الصورة المطوّرة للفكر الإخواني في الميدان السوري.
وختم الكاتب: تدرك تركيا أمام هذه المقاربة أن المشوار لا يزال طويلاً لفرضها وتحويلها إلى "أمر واقع" نتيجة عقبات ميدانية وأخرى سياسية، من بينها محاولات تلك الفصائل منع تمدّد الإرهابي الجولاني، وتالياً القضاء على مصالحها، فيما لا تزال حالة الشكّ من "تحرير الشام" الإرهابية التي لم تتمكّن حتى الآن من تغيير صورتها قائمة، ما يفتح الباب بدوره أمام معارك مستقبلية عديدة بين "الهيئة" وأذرعها من جهة، والفصائل الإرهابية الأخرى من جهة ثانية، قبل الوصول إلى الشكل النهائي الذي تأمله أنقرة لواقع الشمال السوري.
وبينما يعمل الاحتلال التركي على إعادة هيكلية مرتزقته أكد الناطق باسم النظام التركي أن أنقرة مستعدة للعملية العسكرية الجديدة في شمال سورية ويمكن أن تبدأ في أي لحظة. |
||||||||
|