نافذة على الصحافة

إرباك يصيب المخططات الأمريكية



لا يزال العالم يحبس أنفاسه منتظراً تداعيات الحرب في أوكرانيا، وإلى أي مدى يمكن أن تصل، بينما تقف الولايات المتحدة على مسافة ليس ببعيدة عن تلك الحرب تنفخ في نيرانها في محاولة لاستعادة دورها بوصفها قوة عظمى، والبقاء في أعلى قمة النظام العالمي، ومنع صعود أي قوة أخرى، وخصت صحيفة الخليج الإماراتية بالذكر في افتتاحيتها روسيا والصين.


وقالت الصحيفة: عندما تصر الولايات المتحدة على تسليح أوكرانيا بأحدث الأسلحة لعلها تستطيع إحداث فرق في الميدان، تُمكّن من هزيمة القوات الروسية، وعندما يتم فرض أشرس عقوبات اقتصادية ومالية غربية ضد روسيا، وعندما تعلن أنها ستساعد تايوان في حالة تعرضها لهجوم صيني بهدف استعادتها إلى الوطن الأم، فذلك يثير المخاوف من تكرار سوابق في السياسة الدولية عندما لجأت بعض الدول، ومن بينها الولايات المتحدة إلى إثارة أزمات دولية لعلها تستطيع من خلالها الحد من احتمالات بروز قوى منافسة لها على المسرح الدولي.

وأضافت الصحيفة: هناك من كان يعتقد أن الولايات المتحدة نجحت في إعادة الحياة إلى التحالف الغربي، كما نجحت في إقامة تحالفات أخرى في شرق آسيا والمحيط الهادئ لمحاصرة الصين، لكن من الواضح أن ذلك لم يحقق حتى الآن هدف تقويض القدرات العسكرية والاقتصادية لكل من روسيا والصين، ما يشير إلى أن هناك حالة من الإرباك والقلق تعتري المخططات الأمريكية التي تبدو عاجزة عن تحقيق أهدافها، أو منع قيام نظام دولي جديد متعدد القطبية.


وتابعت الصحيفة: كان لافتاً أن صحيفة صنداي تايمز البريطانية تناولت قبل يومين الوضع السياسي والعسكري الراهن بالنسبة للولايات المتحدة؛ إذ وصفت أمريكا بأنها في "وضع السقوط الحر، وافتصادها يتجه إلى الركود، مع ارتفاع التضخم، والارتفاع الصاروخي في أسعار البنزين والسلع الاستهلاكية، وتدهور أسواق المال الذي أدى إلى محو تريليونات الدولارات من قيمة حسابات التقاعد الأمريكية". وتحدثت عما تشهده المدن الأمريكية من جرائم شبه يومية في "أكبر موجة إجرام منذ عقود"، وقال: "ربما يكون المشهد الأكثر حزناً في العالم هو رؤية أفول القوة العظمى لهذا العصر".

وختمت الصحيفة: هي ليست نبوءة، إنما تحليل لواقع أمريكي تحدث عنه أكثر من محلل وخبير وسياسي أمريكي، أشاروا إلى فقدان الدافع الذي يمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على موقعها، ما جعل قوى دولية أخرى صاعدة تسعى لملء الفراغ، وهو أمر طبيعي لأن السياسة كما الطبيعة ترفض الفراغ.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86168