نافذة على الصحافة

منطق الأشياء




باتت فكرة أن الكيان الصهيوني سيؤسس تحالفاً عسكرياً مع العرب لمواجهة إيران جملة لا تغادر ألسنة زعماء الكيان، وكثيراً ما يشيرون بدءاً من رئيس وزرائه نفتالي بينيت ومروراً بوزير الحرب بيني غنتس وانتهاء بوزير الخارجية يائير لابيد إلى دول عربية بعينها بوصفها الدول التي ستدخل في تحالف معهم و"تحارب ضد إيران" من أجلهم.


ويعمل الكيان كما رأى موقع قناة العالم منذ مدة للترويج لكذبة أن إيران، تهديد مشترك سيجمع الدول العربية إلى جانبه في تحالف واحد، بينما غاب عن مروجي هذه الكذبة أن وجود خلافات بين إيران وبين دول عربية، هي خلافات طبيعية بين أغلب دول العالم وخاصة الدول الجارة، ولا ترتقي إلى الخلافات الجوهرية بين إيران والكيان الإرهابي المحتل العنصري، الذي يحتل أرض فلسطين ويشرد شعبها ويعمل ليلاً نهاراً لتهويد القدس وضرب أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها من أجل البقاء وسط الدمار والفوضى.


وقال الموقع: الضجة التي تثيرها "إسرائيل" رسمياً وإعلامياً حول تأسيس "ناتو عربي إسرائيلي" بقيادة أمريكا في المنطقة تذكرنا بذات الضجة التي أثارتها "اسرائيل" عن "صفقة القرن" التي كان عرابها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب،التي ماتت قبل أن ترى النور، ومن المتوقع أن يلقى توأمها المشوه "الناتو العربي الإسرائيلي" المصير نفسه.


وتابع الموقع: إن فكرة تأسيس "ناتو عربي إسرائيلي" لا يمكن أن تخطر في بال كل من يعرف شعوب المنطقة وثقافتها والأواصر التي تربط بينها، وأغلب هذه الدول، إن لم يكن جميعها، ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وعسكرية وأمنية عميقة مع إيران، بل إن خلافات بعضها مع بعض أكثر من خلافاتها بعضها مع إيران.


وأضاف الموقع: يبدو أن بعض زعماء الكيان الاسرائيلي أدركوا مؤخراً أن من الصعب تسويق فكرة تأسيس "ناتو عربي إسرائيلي"، لذلك بدؤوا بخفض مستوى توقعاتهم، ومن بين هؤلاء وزير الحرب بني غانتس، الذي قال "إن إسرائيل تبني تحالفا للدفاع الجوي في الشرق الاوسط بقيادة الولايات المتحدة.. وقد يستمد مزيداً من القوة من زيارة الرئيس جو بايدن الشهر المقبل".


وختم الموقع: من المؤكد أننا سنشهد بعد زيارة بايدن للمنطقة انحساراً لتصريحات زعماء الكيان عن تحالفاتهم الطويلة العريضة مع العرب، فهذه التحالفات تتعارض مع منطق الأشياء، وما ثرثرة زعماء أمريكا "وإسرائيل" عن تحالفاتهم مع العرب إلا بعض عوارض اليأس، وما خفي كان أعظم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86143