نافذة على الصحافة

مخاطر التصعيد


يبدو أن الهدوء النسبي الذي ساد الشمال شرقاً وغرباً مرشح للتبخر، مع إصرار تركيا على تنفيذ عملية عسكرية لفرض ما تسمى المنطقة الآمنة بعمق 35 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وفي ظل نشوء مخاوف جديدة بشأن إمكانية صدام أمريكي- روسي مباشر كما يحذر عسكريون أمريكيون، ناهيك عن أن إدلب تبقى مرشحة للانفجار بتأثير من العاملين السابقين.

 

وتقول صحيفة الخليج الإماراتية إن التقارير المتواترة عن تحذيرات مسؤولين عسكريين أمريكيين من صدام مباشر مع القوات الروسية تأتي على خلفية حوادث عسكرية متعددة بين الجانبين، رغم وجود قناة اتصال بينهما، وآخرها قيام طائرات روسية بقصف مواقع للإرهابيين قرب قاعدة التنف جنوب شرقي سورية، وهو ما اعتبره الجانب الأمريكي تحدياً لـ "مهمته" على الرغم من عدم استهداف القوات الأمريكية وإبلاغها مسبقاً عبر قناة الاتصال.

 

وأضافت الصحيفة: تعقيدات الوضع في تلك المنطقة لا تتوقف عند هذا الحد، فالأمريكيون يرفضون أي مساس بـ"حلفائهم"، وقد بدؤوا يسيرون دوريات مشتركة مع ميليشيا "قسد"، لكن ذلك قد لا يمنع أنقرة من تنفيذ عمليتها العسكرية كما فعلت سابقاً، وهي تدرك طبيعة التناقض الأمريكي- التركي حول هذه المسألة، وهذا التناقض بدوره ينسحب على الجانب الروسي- التركي، إذ تسعى موسكو إلى إقناع أنقرة بالعدول عن هذه العملية لأنها تمثل عملاً "غير حكيم" ولا يجلب الأمن أو يؤدي إلى الاستقرار، بل على العكس.

 

وتابعت الصحيفة:  يبدو أن أنقرة تحاول الحصول على ثمن في أوكرانيا مقابل تخليها عن عمليتها العسكرية في سورية، وهذا ما تنفيه موسكو، التي تدرك أيضاً أن تسخين الشمال السوري من الشرق والغرب يبقى وارداً في أي وقت بسبب المخاطر الأخرى التي يحملها أي تصعيد محتمل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86124