نافذة على الصحافة

تركيا.. وجه الإرهاب العلني


يعد الاقتتال الذي تشهده أرياف حلب وإدلب بين "حركة أحرار الشام" الإرهابية من جهة و"الجبهة الشامية" الإرهابية من جهة أخرى نتيجةً تأتي في سياق "معركة تنفيذ أجندات إقليمية" تعود جذورها إلى سنواتٍ خلت.

 

ويقول حسام زيدان في مقال نشره موقع قناة العالم إن المخابرات التركية عقدت في عفرين اجتماعاً موسعاً مع قيادين من فصيلي تحرير الشام والجبهة الشامية الإرهابيين، بحضور عدد من قادة المجموعات الإرهابية التابعة للاحتلال التركي في الشمال السوري، وتوصلوا إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف القتال بين الطرفين، وألزم الضباط الأتراك قيادات الإرهابيين بوقف القتال نهائياً، وبأن تُعيد "الجبهة الشامية" كافة المناطق التي سيطرت عليها خلال الاقتتال إلى "أحرار الشام"، في مقابل التزام الأخيرة بإعادة إرهابيي "النصرة" الواصلين من ريف إدلب إلى مناطق سيطرتهم. بحسب مصادر إعلامية.

 


وتابع الكاتب: لكن الهدوء كُسر، والهدنة خُرقت أكثر من مرة بين تلك المجموعات، بعد أن اختطفت جبهة النصرة الإرهابية أوراق القوة كافة وخلطت كل موازين التحالفات في الشمال، برضى تركي، ليستمر توسع النصرة لتتمكن من السيطرة على قرية قرزيحل بريف عفرين، وصولاً إلى أطراف قرية الباسوطة، وبعيداً عن تلك التفاصيل المتشابكة، تفتح المعارك الأخيرة الباب على مصراعَيه أمام تنفيذ الإرهابي الجولاني حلمه لقضم ريف حلب الشمالي وإخضاعه لسيطرته، لتخرج تركيا و"جبهة النصرة" المستفيد الأكبر من حالة الفوضى والاقتتال، بعد أن وجدت الأولى أن الأخيرة أداة مناسبة للتخلص من المجموعات المسلحة، التي أصبحت عبئاً عليها في مناطق ريف حلب.

 


وأضاف الكاتب: هذه الفكرة لم تكن وليدة يوم وليلة، بل بدأت منذ أن وضع الأتراك و"جبهة النصرة" سيناريو لخداع الدول الضامنة في أستانا وإظهارها كشخصية معتدلة وتصنيف إرهابيها كقوة معتدلة في إدلب، في المرحلة الأولى من السيناريو كان توحيد "المجموعات المسلحة" في إدلب تحت سلطة "جبهة النصرة"، وأصدر "الجولاني" تماشياً مع هذا السيناريو قراراً طلب فيه من كل الإرهابيين الأجانب مغادرة إدلب مع عوائلهم، واختار مع الأتراك مناطق محددة في ريف حلب بعيدة عن الحدود التركية، وعن مناطق المجمعات السكنية التي تقيمها تركيا لإعادة اللاجئين السوريين من تركيا، لتأتي المرحلة الثانية وهي دمج "المجموعات المسلحة" في شمال وشمال غرب سورية تحت ظلال الأتراك، لتنصهر في بوتقة واحدة.

 

وختم الكاتب: من يقطف ثمار كل ما يجري في الشمال هو التركي ومن خلفه "جبهة النصرة" الإرهابية؛ ثمار التمدد في ريف حلب، أو تجميع "الفصائل" الصغيرة المتناثرة في جسد عسكري في مواجهة الدولة السورية، تحت ضغط يوحي بأن الخيارات أمامها ضيقة وتنحصر بالعباءة التركية، أو التفكك والاندثار.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86123