نافذة على الصحافة

الشمال بين احتلالين


اشتباكات دامية بين فصائل إرهابية عدة تشعل ريف حلب،  تحاول فيها تلك الفصائل فرض السطوة على مناطق تركيا "الآمنة" حيث تستكمل سلطات أردوغان بناء وحدات سكنية لإعادة توطين اللاجئين السوريين.

 

وبحسب مقال لعلاء حلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية فقد انتقلت في هذا الوقت ما تسمى "هيئة تحرير الشام" الإرهابية من اللعب تحت الطاولة إلى التدخل المباشر وإرسال إرهابيين إلى مناطق عدة، في خطوةٍ ستتبعها أخرى لالتهام تلك المناطق وضمّها إلى "إمارة" الإرهابي الجولاني، في ظلّ مباركة ودعم تركيَّين.

 


وقال الكاتب: دخلت حشود من "هيئة تحرير الشام" الإرهابية من محافظة إدلب إلى مناطق في محافظة حلب تسيطر عليها مجموعات من المرتزقة التابعة للاحتلال  التركي، وتأمل تركيا أن يتمكّن رالإرهابي الجولاني من تمهيد الأرضيّة لاستكمال مشاريع بناء الوحدات السكنية لإعادة توطين اللاجئين السوريين، يضاف إلى ذلك الباب الذي فتحته حركة "أحرار الشام" الإرهابية التي تمتلك نفوذاً في منطقتَي ما تسمى"غصن الزيتون" و"نبع السلام" أمام هالإرهابي الجولاني للتدخل ومد نفوذه.


وفيما كان إرهابيو الجولاني يتوغلون في مناطق "غصن الزيتون" ويصلون إلى تخوم عفرين، كان جنود الاحتلال التركي الموجودون في بعض المقارّ التي يطلق عليها "نقاط مراقبة" يغادرون ثكناتهم نحو إعزاز في ريف حلب.

 

وأضاف الكاتب: تعيد المعارك الصغيرة الجانبية بين المجموعات التابعة للاحتلال التركي والاقتتال المستمرّ رسمَ خريطة السيطرة في تلك المناطق بما يتوافق مع الرؤية التركية لتوحيدها، حيث تفسح أنقرة المجال أمام هذه المعارك التي تلتهم خلالها الفصائل نفسها، بما يسمح للجولاني بـ"التمدُّد" بشكل سلس ومتسلسل من دون مواجهات كبيرة.

 

وفيما يحاول الاحتلال التركي رسم تلك الخريطة، يبدو أن للاحتلال الأمريكي توجهاً آخر، إذ  تفيد معلومات صحيفة الأخبار أيضاً بحسب مقال لمحمود عبد اللطيف أن الوجود الأميركي في "خراب عشك" مؤقّت، ووظيفته تنفيذ عمليات في المناطق التي تحتلّها القوات التركية شمال حلب والرقة، بهدف ملاحقة عناصر قيادية سابقة من تنظيم "داعش"، وبأنه لا يرتبط بمحاولة هذه القوات ضبْط الجموح التركي في الشمال السوري، أو تقديم حماية مباشرة لميليشيا من أي عملية عسكرية تركية محتملة. وقال الكاتب: وصلت مجموعات من القوات الأميركية من دير الزور إلى "خراب عشك" على دفعات بحسب مصادر محلية، ، كان آخرها مساء الجمعة الماضي، إثر هبوط سبع مروحيات في القاعدة، فيما عملت جرافات وفّرتها ميليشيا "قسد" على إعادة تأمين القاعدة التي تقع ضمن المساحة الممتدة بين بلدتَي عين عيسى وعين عرب.

 

وبحسب ما رصدته الصحيفة فقد نفذت القوات الأميركية عملية إنزال جوي في قرية السعدة في ريف الحسكة الجنوبي، ليرتفع بذلك عدد عمليات الإنزال التي نُفذت منذ بداية العام الحالي، إلى 13، أبرزها: عملية الإنزال التي أُعلن في أعقابها عن اغتيال زعيم تنظيم "داعش"، أبو إبراهيم القريشي، في ريف إدلب الشمالي في الثالث من شباط الماضي، وأخرى نفّذتها ليل الـ15 من الشهر الجاري، وهو ما يعني أن الأميركيين نفّذوا عمليتين ضمن أراضٍ تحتلّها تركيا أو لها نفوذ كبير فيها، فيما سُجّلت النسبة الأكبر من العمليات خلال الشهر الجاري، وعددها خمس، أربع منها في الحسكة. وراح ثلاثة أشخاص ضحايا في مجموع عمليات الإنزال منذ بداية العام الحالي، فيما ارتفع عدد مَن تم اعتقالهم إلى 27، بتهم الانتماء للتنظيم الإرهابي أو العمل على تمويله.

 

وأضاف الكاتب: على الرغم من أن تصفية زعيمَي "داعش" السابقَين الإرهابيين أبو بكر البغدادي، وأبو إبراهيم القريشي، تمت ضمن مناطق قريبة من الحدود التركية، إلّا أن واشنطن لم توجه أي اتهام أو أدنى درجات اللوم لأنقرة على خلفية تساهلها في ملفّ التنظيم الإرهابي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86122