نافذة على الصحافة

اللعب في الوقت المستقطع


تطول مشاهد المسلسل الأمريكي البوليسي حول مكافحة الإرهاب، وجاء الجزء الجديد منه -كما يرى حسام زيدان في مقال نشره موقع قناة العالم- بالتعاون مع ميليشيات قسد التابعة للاحتلال الأمريكي، حيث أعلن عملية إنزال جوي للقوات الأمريكية في إحدى قرى مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.

 

وقال الكاتب إن المستهدف في العملية في قرية حيمرة ريف جرابلس كما يصدر الاحتلال الأمريكي هو "زعيم إرهابي كبير"، أوضحت مسؤولة في التحالف الدولي المزعوم لمحاربة الإرهاب لاحقاً أن اسمه هاني أحمد الكردي، ويُعرف بأنه "والي الرقة"، بحسب بيان القوات الأمريكية.

 

وتابع الكاتب: لم يتصدر هذا الخبر وسائل الاعلام إلا من باب التحليق الاستطلاعي في فضاء الكذب الأمريكي، وضمن ما يعرف بتكبير حجر الإنجاز، حيث تباينت ردود الفعل والتخمينات حول الفيلم الهوليودي الأمريكي، وارتفعت وتيرة التكهنات لأبعاد هذا الإنزال وخفاياه.. ما تقوم به القوات الأميركية ليس بريئاً، ولا يمكن أن يكون كذلك، وفي القراءة التحليلية لهذه العملية الأمريكية، يتأكد أمامنا أن ما تقوم به الولايات المتحدة و"قسد" ما هو إلا اللعب في الوقت المستقطع، والتمترس خلف حواف أزمة منزلقة قد تصل إلى مستوى الحرب، فالمعلومات الواردة تؤكد أن ما جرى هو ضمن لعبة تتقاسم فيها "قسد" وقوات الاحتلال الأمريكية دور البطولة والتنفيذ، حيث تعتقل "قسد" مدنياً من مناطق سيطرتها، ومن ثم تطلق سراحه بمبررات قانونية منها الكفالة المالية أو كفالة الإقامة، ومن ثم تبدأ بالتضييق عليه، وترسل له التهديدات بأنها ستعتقله من جديد أو تصفيه، وتدفعه إلى الخروج من مناطقها إلى مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية التابعة لتركيا، ومن ثم تزود القوات الأمريكية باسم الشخص ومكان إقامته ومعلومات استخبارية عنه، ويجري التنسيق لتنفيذ عملية عسكرية أمنية بحق هذا الشخص.

 

وتابع الكاتب: تؤكد مصادر أن هذا الأمير "الداعشي" المزعوم  والذي تم اعتقاله في الإنزال الجوي كان معتقلاً عند ما يسمى بالتحالف الدولي، ومن ثم "قسد"، وأُطلق سراحه في وقت سابق، ومن ثم انتقل هو وعائلته للعيش في مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية التابعة للاحتلال التركي، وكان يعيش باسمه الحقيقي وشخصيته الحقيقية وبدون أي إجراءات تخفٍّ، وأكدت المصادر أن ذلك الأمير المزعوم لم تكن له علاقة تنظيمية مع "داعش" الإرهابي، بل كان والده أحد الإرهابيين ويسمى بالشرعي الأول في الرقة، ووالد المعتقل كان قد قتل في غارة أمريكية في مدينة الرقة في وقت سابق.

 

وأضاف الكاتب: بين المعلن والمخفي، يبقى الواضح تماماً أن هذا الحماس الأمريكي للإعلان عن هذا الإنزال بهذه الطريقة لا يأتي من فراغ، بل هو ضمن الدعاية الأمريكية لاحتلالها أجزاء من سورية، ولتبرير بقائها فترة أطول، وديمومة الفوضى، وإطالة أمد الحرب تحت ذريعة محاربة الإرهاب، التي توكل واشنطن الأدوار فيها لـ"داعش" أو "جبهة النصرة"، للاستمرار باستهداف الدولة السورية أمنياً وعسكرياً واقتصادياً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86089